السؤال السابع عشر:
عندنا في مخيم الزعتري المساجد قريبة على بعضها، وهناك مسجد بين مسجدين كبيرين وهو كبير، ولكنه بُنيَ بعدهما وفي وسطهما وتقام فيه خطبة الجمعة كغيره ، فاعترض أحد الأئمة من المسجدين بأن تقام صلاة الجمعة في هذا المسجد وقال هذا حكم شرعي، علماً أنه لو تُرِك المسجد بلا خطيب سيأتي أحد المبتدعة باستلامه ، ولن نستطيع بعدها الرجوع إليه؛ لأنهم سيعضون عليه بالنواجذ، فهل يجوز لنا ترك المسجد بلا خطيب ليستلمه أمثال هؤلاء بحجة الحكم الشرعي – أي أنه لا يجوز الصلاة فيه لأنه بين مسجدين كبيرين – والمسجد يحضر فيه قرابة ثلاثمائة مصلي على الأقل، بارك الله فيكم ورفع الله قدركم في الدارين.
الجواب: آمين آمين..
ذكرنا في شرحنا لكتاب صحيح مسلم في كتاب الجمعة وطوّلنا في تقرير هذا.
إذا وُجِد مسجد يجمع الناس فالأصل أن يجتمع الناس في مسجد واحد.
مثلاً : مرج الحمام أظن فيها خمسة عشر مسجدا ؛ لو وجد مسجد كبير يجمع أهل مرج الحمام في مسجد واحد؛ فيُمنع شرعاً أن تقام الجمعة في سائر المساجد، لكن اليوم الخمسة عشر مسجداً – كل مسجدٍ منها مليء -، وإذا منعنا أن تقام الجمعة في مسجدنا هذا وهو صغير وفي مرج الحمام مساجد كثيرة أكبر منه فإنه لا يوجد مسجد يتسعهم ،فلا حرج في ذلك.
وهذه المسألة قديمة مذكورة في (كتاب الأم) واختلف المتأخرون من الشافعية في تعليلها -ولا سيما لما كانت تُحدث مساجد في مدارس شرعية.
وعُقِدت في أواخر المئة الثامنة الهجرية هذه المسألة، واجتمع لها جمعٌ من أهل العلم وكان جوابُ أهل العلم -أن هذه المساجد تضيق بأصحابها فلا حرج من أداء أكثر من جمعة فيها-.
فاليوم المساجد تُمتلىء-ولله الحمد والمنة- في يوم الجمعة، وبالتالي لا حرج من إقامة صلاة الجمعة في مسجد حادثٍ والمساجد الأخرى مليئة.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
٢٢، رجب، ١٤٤٠ هـ
٢٩ – ٣ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor