? إيّاك أن تُغبنَ في وقتك!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأخوة الأفاضل.
تذكروا أن الله عزوجل يقول: (( وَهُوَ ٱلَّذِی جَعَلَ ٱلَّیۡلَ وَٱلنَّهَارَ خِلۡفَةࣰ ))، الله جل في علاه، جعل الليل يخلف النهار وجعل النهار يخلف الليل.
لماذا يا ربنا؟
قال الله عزوجل: (( لِّمَنۡ أَرَادَ أَن یَذَّكَّرَ أَوۡ أَرَادَ شُكُورࣰا)).
لمن أراد أن يذكر فيتعلم، أو أراد شكورًا فيشكر نعمة الله جل في علاه.
فنحن في وقت يسر الله لنا أن نملك وقتنا وأن نخلو بأنفسنا، فالواجب علينا أن لا نغبن فالوقت.
وقد ثبت في صحيح الإمام البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؛ الصحة والفراغ”.
فيا مَن مَنَّ الله عليك بالصحة والفراغ أحرص على الاستفادة من الوقت، فالمغبون، الذي يبيع شيئًا نفيسًا بثمنٍ رخيص، أو الذي يشتري شيئًا رخيصًا بثمنٍ عالٍ وغالٍ، فلا تكن مغبونًا، لا تكن من هؤلاء، فالفراغ والصحة نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس، فاحرص على أن تستفيد من وقتك. وأذكرك بحال السلف رحمهم الله تعالى.
فها هو الحسن البصري رحمه الله يقول: “ابن آدم، إنما أنت أوقات، فإذا انقضى يومٌ، ذهب بعضك”.
المناطقة -علماء المنطق- يقولون: “الإنسان حيوان ناطق”.
ولكن الحسن البصري يقول الإنسان عبارة عن أوقات، فإذا انقضى شيء من هذا الوقت مات بعضك.
وهو يقول: “لقد أدركت أقوامًا هم أحرص على أوقاتهم من حرصكم على دنانيركم ودراهمكم”.
وكان عمر بن عبد العزيز يقول:” ابن آدم؛ الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما”.
وأهل الجنة وهم في الجنة لا يتحسرون إلا على ساعةٍ مضت لا يذكرون الله تعالى فيها.
والذي يحرص على الوقت العُبَّاد والعلماء، وما عدا ذلك، فهؤلاء أهل غفلة، فأعوذ بالله أن تكون أخي الفاضل من أهل الغفلة، أحرص على وقتك بطاعةٍ وعبادة أو تدبرٍ أوتذكرٍ، أو تفقهٍ، بأن تكون مستفيدًا، بأن تكون متعلمًا أو معلمًا.
اسأل الله جل في علاه أن يمن علينا بأن نحافظ على أوقاتنا، وأسأله سبحانه وتعالى أن تكون من الراشدين البعيدين عن الغفلة، والذين لا يخوضون بما أسخط الله جل في علاه، ولا يقضون أوقاتهم في غفلةٍ أو في معصية الله، والموفق من وفقه الله.
اسأل الله التوفيق لي ولكم.
وصلى الله وبارك على نبينا محمد.✍️✍️
رابط الكلمة :