السؤال الأول: هل من كلمة في موضوع إقامة صلاة الفجر مبكراً في رمضان، وتعجيل السحور، وتأخير الفطور؟
الجواب: الفصل بين صيامنا وصيام من قبلنا هو السَحور، فعن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر”
سنن أبي داوود ٢٣٤٣ وصححه الألباني.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : “تسحروا فإن في السحور بركة” سنن الترمذي ٧٠٨ وصححه الألباني.
وجماهير أهل العلم يرون أن السَحور سنة، إلا ابن خزيمة فيرى وجوبه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتناول طعام السحور فرأى رجلاً فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “هَلُمَّ إلى الغذاء المبارك” صحيح الترغيب والترهيب ١٠٦٧ وصححه الألباني.
فسمى النبي صلى الله عليه وسلم السحور غذاءً مباركاً، وهذه البركة لا أحد يعلمها ولا يعلم حقيقتها الا الله عزَّ وجل، فقد تكون لها أثر على صحة الإنسان وإبعاد الأمراض عنه ولا سيما الأمراض التي تفشوا عند كثرة المعاصي.
يعني هذا طعام مبارك، وهذه الكلمة (هَلُمَّ الى الغذاء المبارك)، لا يدركها أي إنسان.
فأنت تأكل طعاما، والله يبارك فيه، فهذه كلمة لا يعرفها أي إنسان، يعرفها الانسان الذي استسلم قلبه وعقله لأسرار الشريعة، وطمع في الخيرات التي فيها، والتي تدهش العقول وتبهر الأنظار، والتي لا يمكن لعبد أن يحيط بما فيها من أسرار.
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: “هَلُمَّ الى الغذاء المبارك”: فلا تقصر في السحور، وهذا يؤكد بأن الشرع لا يريد منا الجوع، بعض الناس لأنه يصوم قد يأكل في رمضان أكثر من أكله في غير رمضان.
الشرع في الصيام أراد منا أن نحرر أنفسنا من عاداتنا، وأن نعود لنسيطر على أنفسنا، فغيّر وقت الأكل وإلا: فالوجبات هي هي.
غيَّر وقت الطعام؛ فهذا نوعٌ من كَسْرِ سيطرة العادة عليك، وأنْ تَعودَ أنت سيِّد نفسك؛ فالانسان إذا كان عبداً لشهوة، أو عبداً لشيء لا يمكن أن يؤثر في غيره.
أما موضوع إقامة صلاة الفجر؛ فالواجب التحقق من طلوع الفجر الصادق، فإن صلى الإنسان قبل أن يتحقق من طلوع الفجر الصادق فقد صلى الفجر في غير وقتها.
وأخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان أن أمراء سيصلون الصلاة على غير ميقاتها قالوا: ماذا نفعل يا رسول الله؟ قال: صلّوا معهم واجعلوها سبحة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كيف بكم إذا أتت عليكم أمراء يصلون الصلاة لغير ميقاتها قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك يا رسول الله قال صل الصلاة لميقاتها واجعل صلاتك معهم سبحة” سنن أبي داوود ٤٣٢ وصححه الألباني.
صلّوا معهم واجعلوها نافلة، فبعض الناس يصلون صلاة الفجر في غير وقتها وإلى الله المشتكى.
فتاوى الجمعة 2016 – 6 – 10
↩ رابط الفتوى :
السؤال الأول: هل من كلمة في موضوع إقامة صلاة الفجر مبكراً في رمضان، وتعجيل السحور، وتأخير الفطور؟
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍️✍️