[أحسن طريقة لحفظ القرآن]
قال أهل العلم: الضبط ضبطان:
ضبط السطر، وضبط الصدر.
وكان الغالب على العرب ضبط الصدر.
ثم أصبح العلم – ما بعد القرن الخامس الهجري – إجازات وروايات ونقلًا من كتب، وتعطل أو كاد أن يتعطل ضبط الصدر.
قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم:
{ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء : 110]
حتى أصحابك يأخذون عنك القرآن.
كيف كانوا يأخذون القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
بـضبط الصدر.
ولذا الإمام الذهبي ترجم لعشرات من العلماء في سير أعلام النبلاء، فنعتهم بأمرين، وهما ليسا بمتناقضين، وإن ظن بعض الحمقى في هذا الزمان أنهما متعارضان، فقال:
“كان أميًا لا يقرأ ولا يكتب، وكان يحفظ القرآن.”
هل تعرفون أناسًا أميين يحفظون القرآن ولا يقرأون ولا يكتبون؟
نعم.
كيف حفظوا القرآن؟
إخواننا الأكفاء، –العمي– يحفظون القرآن عن ظهر قلب،
فهذا ضبط صدر.
فقال الله للنبي صلى الله عليه وسلم في خبر عبد الله بن عباس:
“ولا تُخافت بها عن أصحابك”، تُسمعهم القرآن حتى يسمعوه فيأخذوه عنك.
“لا تُخافت بها”.
مقصد شرعي في الصلاة أن يجهر الإنسان بالصلاة حتى يبقى حفظ القرآن.
لذا الآية التي تسمعها ويتكرر سماعها، يسهل عليك حفظها،
ولذا أحسن أنواع الحفظ – كما قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى – حفظ الإدمان.
حفظ القرآن سهل على من يسّر الله عز وجل عليه ذلك،
“ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر”.
لكن الصعوبة في أن يثبت في قلبك.
فمعالجة هذه الصعوبة أن يكون حفظك للقرآن حفظ إدمان.
ما معنى حفظ الإدمان؟
حافظ القرآن وِرده في اليوم خمسة أجزاء،
إذا أردت أن تحفظ القرآن، داوم كل يوم على خمسة أجزاء،
وامكث سنة أو سنتين تقرأ كل يوم خمسة أجزاء، لا تحفظ، أدمن على النظر في القرآن على خمسة أجزاء، ثم احفظ.
تبدأ تجمع القرآن الذي في صدرك.
لذا أحسن حفظ هو حفظ الإدمان، فهو أحسن من أن تتعنّى
تنتقل لسورة تحفظها ثم تنساها، تنتقل للسورة الثانية تحفظ آيات منها ثم تنساها.
حفظ الإدمان هو الأحسن.
أرأيتم الذين كانوا قديمًا يعملون على مقاسم الهاتف؟
يُسألون عن تلفون شركة كذا وكذا… هذا الذي يعمل،
تجد بعضهم يحفظ عشرات الألوف، إذا لم يكن ملايين من الأرقام.
فتسأل سؤالًا:
كيف حفظ هذا هذه الأرقام؟
بالإدمان.
فحفظ الإدمان هو أحسن حفظ.
المصدر:
المحاضرة الـرابعة
فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان
نيل المرام في شرح آيات الأحكام
الدورة العلمية 27
التاريخ:
6 صفر 1447 هـ
31 يوليو 2025 م✍️✍️
◀️ رابط الفتوى: