[هل يجوز أن يخص توحيد الحاكمية بنوع مستقل أم لا ؟]
قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
تقسيم التوحيد لأصناف ثلاثة تأتينا كلمة ولكني أتعجل قبل أن أتكلم الكلمة حول تقسيم التوحيد ، إلى كم قسم يقسم التوحيد؟
الجواب :
التوحيد يقسم لقسمين أو ثلاثة:
① إما توحيد عملي وهو الألوهية ، يسموه العلماء القصد والطلب.
② وإما توحيد علمي الذي يسموه العلماء (توحيد المعرفة والإثبات) ، أي إثبات الصفات ، وهو الذي يقابل توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
فالتوحيد يقسم إلى قسمين:
① العملي: قصد وطلب.
② والقسم الثاني: العلمي ، المعرفة والإثبات.
أو تقسيم الأصناف الثلاثة :
① وهو توحيد الربوبية.
② توحيد الألوهية.
③ توحيد الأسماء والصفات.
طيب توحيد الحاكمية! ؟
هل هناك توحيد حاكمية ؟
قال تعالى :
{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10) فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا … (11)} [الشورى : 10-11]
لكن هل يجوز أن يخص توحيد الحاكمية بنوع مستقل أم لا ؟ لا، ما وجدنا هذا عند السابقين ، فكل من قال توحيد الحاكمية أقول لهم من الذي سبقك؟
لكن هل المراد بأن نرد الأمور والأحكام إلى الله ؟
هذا المراد حق واضحة ، لكن هذه التسمية ليست صحيحة لماذا؟
لأن الله تعالى يقول:
إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف : 40]
تأمل معي الآن “إن الحكم إلا لله” قال بعدها “أمر ألا تعبدوا إلا إياه” فإذن توحيد الحاكمية ليس نوعا مستقلا ، وإنما توحيد الحاكمية هو جزء من توحيد الألوهية، “إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه”.
فتوحيد الحاكمية هو جزء من توحيد الألوهية ، وليس نوعاً مستقلاً ، إنما هو جزء من توحيد الألوهية.
الأدلة على أنواع هذا التوحيد :
استقراء الآيات.
وأنا أدعو إخواني الحضور سواء ممن أواجههم أو ممن يسمعون الكلام :
في وِردهِـم في تلاوتهم للقرآن الكريم أن يتأملوا أنواع هذا التوحيد ووجودها في كتاب الله، وكذلك إخواني الذين هم مختصون بالحديث ، ولا سيما في الأذكار التي تقال دبر كل صلاة وما شابه ، يتأملوا ما يقولون ويوزعوها على أنواع التوحيد فضلاً عن كلام علمائنا الأفذاذ الكبار الذين سبقوا شيخ الإسلام وذكروا أنواع التوحيد الثلاثة.
لأن بعض الضالين في هذا الزمان يقول:
“أن الذي يقسِّم التوحيد إلى (توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات) هؤلاء مشركون!”.
كأنهم يقولون بالتثليث مثل اليهود والنصارى!
وهذا ضلال ما بعده من ضلال ، وهذا الضلال على مثال من يقول: لما تقرأ قول الله تعالى:
{الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة : 3]
كأنه يؤمن بإلهين!
هذا كذلك، هذا ضلال وكفر.
المصدر:
الدرس الثاني – شرح كتاب تجريد التوحيد المفيد للمقريزي – الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
تاريخ:
13 رجب 1444 هـ
04 فبراير 2023 م✍️✍️
◀️ رابط الفتوى: