[من أدب الإسلام : التماس العذر بين يدي الكبير ومن له حَق عليك ]

[من أدب الإسلام : التماس العذر بين يدي الكبير ومن له حَق عليك ]

قال الإمام النووي رحمه الله:
وجواز سؤال المُستفتِي عن بعض ما يخفى من الدليل، إذا عَـلِم من حال المسؤول أنه لا يَكره ذلك، ولم يكن فيه سوء أدب، والله أعلم.

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله -شارحاً-:
العالم يجب أن تتأدب معه، ورسول الله ﷺ يقول فيما صح عنه:
ليس منَّا مَنْ لم يُجِلَّ كبيرَنا ، ويرحمْ صغيرَنا ! ويَعْرِفْ لعالِمِنا حقَّهُ
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 5443
لكن الواجب وهذا شيء خلقه الله، خلق الله النفوس، خلق الله الفِطَر، أوْدع الله في الفِطَر أن الصغير يحترم الكبير، وأن الكبير يرحم الصغير، وأن الجاهل يحترم العالم، هذا شيء وضعه الله في النفوس.

فالواجب أن نتأدب مع العلماء، ولكن هل لنا أن نسأل؟ نعم،لكن إن رأينا العالم أخطأ، نتأدب معه.

اسمع معي حديث ذي اليدين في الصحيحين: النبي ﷺ صلى صلاة ظهر، وفي رواية عصر، ورجحنا لما شرح صحيح مسلم أن الصلاة كانت ظهرًا، فصلى الأربع ركعات ركعتين، فَهاب الصحابة أن يكلموه، كان النبي ﷺ ذا مهابة، فقام رجل من بعيد له أيدي طويلة، حتى كان يقال له ذو اليدين، فسأل النبي ﷺ .
واسمع الألفاظ الجميلة!

قال: يا رسول الله ﷺ -النبي ﷺ صلى ركعتين بدل أربعة- ، قال: يا رسول الله ﷺ ، أقَصَرْتَ الصلاةَ أم نسيتَ؟
قال: ما كان هذا كله، ثم التفت، أحقًا ما يقول ذو اليدين؟
خاطب الناس، خاطب الصحابة.

قالوا: نعم، صليت ركعتين.

(أخرجه البخاري في صحيحه برقم: 714، ومسلم في صحيحه برقم: 573).

قال أهل العلم:
يُسن التماس العذر بين يدي الفضلاء والكبراء.

ما قال له: أخطأت، التمس له العذر، العذر في ماذا؟ متى النبي ﷺ يصلي الأربع ركعتين؟
في قصر الصلاة أو النسيان.

أم نسيت؟!
قال أهل العلم: هذا من التماس العذر للكبراء والفضلاء.

يعني عيب واحد يقول لوالده:
أنت غلطان، وأنت ما بتفهم.

إن قال كلامًا لا تراه صوابًا ؛ التمس له عذرًا ، بيَّن له الصواب، والتمس له العذر، التماس العذر بين يدي الكبير والفاضل ومن له حق عليك، هذا من أدب الإسلام.

المصدر:
البث المباشر – درس شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
تاريخ:
08 جمادى الآخرة 1445 هـ
21 ديسمبر 2023 م✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

[من أدب الإسلام : التماس العذر بين يدي الكبير ومن له حَق عليك ]