السؤال:
لماذا حذر السلف من الاستماع للقُصَّـاص؟
الجواب:
صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
القصاص ثلاثة.
الذي يقص ويأتي بالعجائب حتى يفتح الناس أفواههم ويتعجبون سماهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم ثلاثة، وتكلمنا عن هذا مطولاً عند رواية مسلم لَما قال عن بعض الرواة قال وكان من القصاص ، وهو من طبقة التابعين.
القُصاص :
أمير ومأمور ومختال.
عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” الْقُصَّاصُ ثَلَاثَةٌ : أَمِيرٌ، أَوْ مختال”
مسند الإمام أحمد
سنن أبي داود
حسن صحيح/الشيخ الألباني
قال رسول الله ﷺ:
«لا يقُصُّ على النَّاسِ إلَّا أميرٌ أو مأمورٌ أو مُرَاءٍ».
خلاصة حكم الإمام الألباني : صحيح
التخريج : أخرجه ابن ماجه (3753)
فالقُصَّـاص حذر السلف منهم لأنهم يختالون -أهل الخيلاء- ولأنهم لا يتأكدون من صحة ما يقولون ، والناس يسمعون.
قام قاص من القُصَّـاص -وكان في المسجد ابن معين وأحمد- ، فقال:
“حدثنا فلان عن فلان عن أحمد عن ابن معين”.
فاستغرب ابن معين !
قال له : هذا أحمد وأنا ابن معين!
قال (القاصّ) :
سبحان الله كنت أظن أنك عاقل!
ثم قال (القاصّ) : لا يوجد في الدنيا إلا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين أنتما فقط ؟!
ما في إلا أنتما ابن معين ؟!
حَـدِّث عن مائة من أحمد ، ومئة من ابن معين.
فأي كلام يريد أن يروجه الكذابون ؛ يعلقونه بمن؟
كما فعل عمرو بن عبيد فيما ذكرت في الدرس الماضي.
كان الناس في عافية ، واحفظ هذا السؤال حتى تبقى في عافية ، أي إنسان أخبرك بشيء ، قل له :
هذا قول من ؟ من سبقك به ؟
فإن ما سبق سبقه أحد به ؛ قل له أنا آخذ ديني عن الأمناء الصادقين ، ولا آخذ ديني عن فرد.
من سبقك به ؟
كانوا يقولون لعمرو بن عبيد من سبقك بهذا ؟
فكان يقول هذا قول الحَسَـن!
يُـشعِر الناس أن هذا قول الحسن البصري ، وهو يقول هذا قولي الحَسَـن ، ولَم يقل هذا قول الحسن !
هذا قولي الحَسَن.
فقول الحسن لشخص الذي لم يُسبق إليه ؛ يُرَد عليه ولا نريده.
المصدر:
شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله.
4 ديسمبر 2025
13 جمادى الآخر 1447 هـ✍️✍️
◀️ الرابط في الموقع الرسمي :