المولد النبوي:
أنا إن كنتم تذكرون-السنة الماضية- أعلنت عن جائزة، والإعلان مازال قائماً.
1 – الاحتفال بميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم- أين كان؟ ماهو المكان؟
2 – مَن هم المُنشدون؟
3 – ما هي الحلوى التي قُدّمت؟
4 – مَن هُم المُشتركون في هذا الاحتفال من الصحابة ومن التابعين؟
فيا من تقولون بالاحتفال ائتونا بجواب، والجائزة قائمة.
وفي السنة القادمة نقول لتابع التابعين، وبعد ذلك نأخذ ونَرُد.
أما نحن مُلزمون بالعصور التي فضّلها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فَكيف إذا علمنا أن أول من احتفل بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم صاحب أربيل، وكان من العُبَيْديين وكان ذلك في القرن السادس الهجري.
ما قبل القرن السادس الهجري لَم يُعرف قَط احتفال بميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم-.
الذين أحدثوا هذه الاحتفالات إنما هم العُبيديين.
وفي صحيح مسلم لما سُئل عن سبب صيامه ليوم الاثنين فقال -صلى الله عليه وسلم-: “ذلك يوم وُلدتُ فيه” (مسلم ١١٦٢)
إذا أردت أن تحتفل بميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم- صم يوم الاثنين.
فإذا كنت تعتقد أن الاحتفال مشروعٌ فلا بُد له من شروط شرعية، ولا بُد من عبادة شرعية.
الإمام الأوزاعي كان يقول:
كُلّ عبادة لم يتعبّدها أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فَلا تَعَبّدوها.
فَنحن نُطالِب مَن يرى هذه الاحتفالات، ومشروعية هذه الاحتفالات، نُطالبه بمَن سلفك في هذا؟
وهل أنت أحسن من القرون الأولى؟
أم أن أصحاب القرون الأولى خيرٌ منك؟
وأيضاً المؤمن يقتدي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في كُلّ فِعلٍ وفي كُل قَولٍ، يُحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر من حبه لنفسه، فَهو ليس بحاجة ليوم يتذكر فيه نبيه -صلى الله عليه وسلم-، مثل الغرب لما احتفلوا بالأبَوين، لما صار الواحد -أجلّكم ربي- يحمل والده، يضعه في بيت العجزة ويحضر كلباً بدلاً منه، فَيُطعم الكلب، والوالد يُخرجه من البيت، فصار يحتاج إلى يوم يتذكّر فيه والده أو يتذكّر فيه أمه، أما البارّ الذي يُقبّل رأس ويدي أمه في الصباح والمساء هل هذا بحاجة ليوم يقال له هذا يوم الأم؟
هذا ليس بحاجة لهذا.
البارّ ليس بحاجة لمن يُذكره بيوم يُقال له يوم الأم.
من يتّبع النبي -صلى الله عليه وسلم- الاتباع الشرعي الصحيح، هذا ليس بحاجة لأن يحتفل بميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم-.
لا يُعرف عن سُنّي أنه احتفل بميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم- وإنما الذين يحتفلون بميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم- مَن؟
أصحاب المطامع.
أصحاب البدع.
أصحاب الشره في الأكل وماشابه.
فميلاد عيسى -صلى الله عليه وسلم- تحوّل إلى زنا، -والعياذ بالله تعالى-، وميلاد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- تحوّل إلى أكل وشرب ورقص.
ولمّا قيل للإمام مالك:
هناك أقوام يأكلون ويشربون ويرقصون ويزعمون أن هذا من الدين؟
قال:
سبحان الله أَهؤلاء مسلمون؟!.
هل المسلم يصنع هذا؟!
فهذه كلها نسأل الله الرحمة لأن قلوبهم وعقولهم ما اتّسعت لما ورد في الوحي؛ فَبَحثوا عن أشياء أُخَر كشأن الشيعة.
الشيعة من باب ترويج البضائع قالوا: ما في صلاة إلا من القرص المعجون بدم الحسين، التربة هذه يُصلّوا عليها، وإذا ماصليت قال الصلاة باطلة.
أنتم عقلاء يامَن تسمعون، الحسين عليه السلام مات قبل النبي أم بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم مقبولة أم مردودة؟
أنتم تقولون كل صلاة ما فيها هذا القرص الذي عليه دم الحسين هي صلاة باطلة.
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- مات وصحابته جميعاً، ماصلّوا على الأقراص، لأنه الحسين مات بعد النبي عليه والسلام فَكيف كانت صلاتهم مقبولة؟.
ثُمّ من أين لكم بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، أيّ وحيٍ نزل إليكم وقال لكم هذه الصلاة باطلة؟
فَالمسألة تحتاج فقط لإعمال العقل قليلاً، المسألة تحتاج لتوفيق من الله -عز وجل-.
فَكُل هذه المواسم فيها أعراض وأغراض، وفيها مصالح لهؤلاء .
ولمّا يسمعون أن فلان قال حرام وفلان قال لايجوز، فَتتعطّل شهوات وتتعطّل مصالح، إذا صوته حلو كيف بده يقتنع ويُصدّر ويُصبح ما شاء الله، وتتبارى الفضائيات ووسائل الإعلام، والأيادي ثمينة لها ثمن، هذا كيف يقتنع أن هذا العمل ليس بمشروع ، إلا أن يتداركه الله تبارك وتعالى برحمته.
فدين الله -عز وجل- أدلة ونُقول، نحن ننظر للدلائل، ولا ننظر للقائل، والمسائل واضحة بدلائلها، واضحة بدين الله عز وجل العملي.
كل نص شرعي ينبغي أن يكون عملياً، وكل عمل ينبغي أن يكون النص مُهيمناً مُسيطراً عليه.
لذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد” البخاري ١٧١٨.
هذه (عليه): تُشير للعلو ليكون العمل دون النص، النص مُهيمِن ومُسيطر على العمل، فَكُل عمل يُنسب للشرع، أما أعمالكم الدنيوية فأنتم أدرى بها، أنتم في الدنيا أدرى بأعمالكم.
أمّا شيء يُنسب للشرع، يُنسب لدين الله جل في علاه فهذا لابُد أن يأتي الدليل مُهيمناً ومُسيطراً عليه حتى يكون عبادة، وإلا كل عبادة لم يتعبّدها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فَهي من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، وكل هذه المخالفات التي ذكرتها إنما هي على وِزان مخالفات الشيعة التي قالوا أن الذي يُصلّي وليس أمامه قرص صلاته باطلة، نفس الوِزان.
افحص القواعد التي تُردّ إليها هذه البواطيل، وهذه التُرّهات، فستجدها قائمة على سوق واحدة وعلى قاعدة واحدة، وهذا من الأشياء المردودة في شرع الله جل في علاه.
✍️✍️
↩ رابط المقالة :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor