السؤال :
هل الواجب على الخطيب أن يبين للناس بدعة الاحتفال بالمولد النبوي؟ ونرجو من فضيلتكم الكلام ولو يسيراً عن هذه البدعة.
الشيخ : طيب أكتفي بهذا الجواب في هذا المجلس والباقي إن شاء الله الخميس القادم.
أنا بداية قبل أن أجيب عن السؤال أعلن عن جائزة أنا ملتزم بها ومقدارها مليون دينار، من يجيبني على هذا السؤال:
السؤال الأول:
أولاً : كم مرة احتفل النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمولد النبوي؟
ثانياً : كم مرة احتفل أبو بكر بالمولد النبوي؟
ثالثاً : كم مرة احتفل عمر بالمولد النبوي؟
رابعاً : كم مرة احتفل عثمان بالمولد النبوي؟
السؤال الثاني: ما هي الحلوى التي قدمت لما احتفل النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمولد النبوي؟
السؤال الثالث: ما هي الأناشيد، ومن هو المنشد الذي أنشد في احتفال النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمولد النبوي؟
من أتاني بأجوبة الأسئلة الثلاثة هذه، فله مني جائزة مليون دينار، أنا ضامن ضامن أن الجواب هذا خرافة ما أنزل الله بها من سلطان.
الاحتفال بالحلوى، والاحتفال بالنشيد والتمايل: هذا شأن الصُيّع وشأن قليلي الدين.
نحن في كل لحظة نشعر بمنّة ربنا علينا، بعض أهل العلم يقولون: الواجب على المسلم في كل مجلس يجلسه أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، في كل مجلس تجلسه تشعر أن -الله عز وجل- قد امتنّ علينا بهذا النبي العظيم الرحيم الرؤوف بهذه الأمة.
الواجب علينا أن نلتزم هديه وأن ندعو لسنته، احتفالنا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- أن نعلم سنته، وأن ننشر سنته، وأن نَهْنأَ بسنته: في مجلسنا، وفي طعامنا، وفي شرابنا. في قَومتنا، وفي نومتنا، هذا الاحتفال بالمولد النبوي.
أما أن يُجعَل للنبي -صلى الله عليه وسلم- احتفال كما يُجعل للأم احتفال يوم في السنة، وكما يُجعل للعمال احتفال: هذا مسخ لمعنى تعظيم النبي -صلى الله عليه وسلم-، هذا تعظيم أهل الدنيا لشأن الدنيا.
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- الاحتفال به: أن تلتزم سنته، وأن تؤدي حق أشهد أن محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أما أن نجتمع وأن نرقص وأن نأكل الحلوى وأن ننشد وأن نتغزل بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وبجمال بشرته وبجمال عيونه وبكحله وما شابه: هذا ليس صنيع الاتقياء، وهذا ليس صنيع أصحاب الاتباع، ليس هذا احتفالا للنبي -صلى الله عليه وسلم-، حبنا لنبينا -صلى الله عليه وسلم- حبٌ شرعي وحبنا لنبينا -صلى الله عليه وسلم- حبٌ يدعونا لأن نلتزم سنته.
فالاحتفال بالمولد النبوي أول من أحدثه الفاطميون العبيديون، الفاطميون أعداء الله وأعداء رسوله -صلى الله عليه وسلم-، صاحب إربل(٥٤٩هـ- ٦٣٠هـ) منهم في العراق، هو أول من أحدث الاحتفال ببدعة الاحتفال بالمولد النبوي وكان ذلك في سنة خمسمائة ونيف ، وفصل في ذلك تفصيلاً بديعاً أبو شامة المقدسي في (كتابه الباعث على إنكار البدع والحوادث).
ما قبل الفاطميين ما كان يُحتفل أبداً في المولد النبوي.
هل لنا أن نفرح بمولده -صلى الله عليه وسلم-؟
نحن نفرح ببعثته -صلى الله عليه وسلم-، بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله -عز وجل- ما تركنا هملا وأرسل لنا رسلا، وأنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- ، بأبي وأمي هو -صلى الله عليه وسلم-، هذا هو حبنا لنبينا -صلى الله عليه وسلم-، أما أن نحتفل ونأكل الحلوى، ونرقص وننشد، ونتغزل بجمال نبينا -صلى الله عليه وسلم- وأن نكذب عليه وأن نذكر في الموالد، ما رأيت مولداً مطبوعاً من الموالد الموجودة إلّا وفيها كذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فهذا الأمر من البدع المحدثات التي أُمرنا أن نتجنبها.
“وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار” السلسلة الصحيحة (٢٧٣٥).
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.✍️✍️
↩ رابط الفتوى:
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor