ما الواجب علينا في شعبان؟
الواجب علينا أن نستفيد من شعبان، وأن نكثر من العبادة في شعبان.
والواجب علينا أن نستقبل رمضان استقبالاً شرعياً.
ومن أهم أسباب استقبال شعبان أنك يا عبدالله في علاقتك مع الخلق إن كنت قد هجرت بعض الناس لحظ نفسك، فالواجب عليك أن تتوب إلى الله جل في علاه، وأن تُحسِّن علاقتك مع خلق الله لتستقبل شهر رمضان والموانع التي تمنع مغفرة الله في حقك قد زالت.
ففي الحديث: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله ليطّلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن” رواه ابن ماجة وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة ١٥٦٣.
الواجب علينا قبل أن ندخل رمضان أن نصفي حساباتنا مع خلق الله؛ حتى الله يتجلى علينا، والله يغفر لنا سبحانه وتعالى ويحصل الربط وحرق الذنوب .
النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر؛ فلما رقى الدرجة الأولى قال: آمين.
ثم رقى الثانية فقال: آمين.
ثم رقى الثالثة فقال: آمين؛
فقالوا: يا رسول الله سمعناك تقول: آمين ثلاث مرات.
قال: لما رقيت الدرجة الأولى جاءني جبريل صلى الله عليه وسلم؛ فقال: شقي عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له فقلت: آمين.
ثم قال: شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة فقلت: آمين.
ثم قال: شقي عبد ذكرت عنده ولم يصل عليك فقلت: آمين.
صححه الألباني في الأدب المفرد ٦٤٦.
فرمضان رحمة لخلق وشقاء لخلق كالقرآن يرفع قوم ويخفض قوم ، الله يقول : ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا﴾ [الإسراء: ٨٢].
قال بعض السلف : ماجلس أحدٌ مع القرآن وقام سالماً؛ فإما له وإما عليه.
رمضان رحمة لبعض الخلق، ورمضان عذاب وشقاء على بعض الخلق.
الواجب على العبد قبل أن يدخل رمضان قبل النصف من شعبان أن يرتب علاقاته مع الخلق.
للأسف: اليوم هناك عقوق للوالدين، وقطيعة أرحام، وهجران من أجل حظ النفس، الواجب عليك أن تتخلص من هذا كله، وتدخل على مدرسة رمضان وأنت صافي السر والسريرة، وعلاقتك مع خلق الله على أحسن حال حتى تحصل على ثمرة الصيام كما في قوله تعالى : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ [البقرة: ١٨٣].
حتى تحصل على شهادة التقوى من رمضان، وإلا نبقى على حالنا: ندخل مدرسة ونطلع من دون شهادة، تدخل مدرسة وتطلع بدون أن تتخرج، بدون ثمرة، بدون نجاح في هذه المدرسة؛ فهذه مصيبة من المصائب.
فنحن مقبلين على شعبان، وشعبان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “شعبان بين رجب ورمضان يغفل الناس عنه ترفع فيه أعمال العباد فأحب أن لا يرفع عملي إلا وأنا صائم”. حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة ١٨٩٨.
شعبان شهر الخيرات ، ما صام النبي صلى الله عليه وسلم شهرا كما صام شهر شعبان، ما صام شهرا كاملا ، وما صام صلى الله عليه وسلم إلا رمضان ، ولكن ما صام في شهر كما كان يصوم في شعبان.
من أسباب زوال الغل والحقد في القلوب الصيام ، لكن أنت ينبغي أن تجعل نفسك تذل للحق، النبي صلى الله عليه وسلم يقول : “صيام شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر” صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ١٠٣٢.
الضغينة والبغض والحقد على الناس علاجه يكون الصيام.
النفس لما تجوع تذل لله جل في علاه ولا تشاكس، ونفس البطران (الشبعان) هي التي تدخل الحقد والضغينة على الناس.
فالواجب علينا أن نتفقد أنفسنا، وأن نحملها على أن نصطلح مع الخلق، حتى لما نصطلح مع الله فيقبلنا.
أسأل الله عزوجل أن يقبلنا ويبارك لنا في شعبان، وأن يبلغنا رمضان، وأن يرزقنا فيه العمل الصالح.✍🏻✍🏻
↩ رابط الفتوى:
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor