السؤال:
شيخنا حفظكم الله وبارك فيكم، ماهي الوصايا لمن يبدأ ختم القرآن مع الشيخ وبعد أن يختم على الشيخ.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
اتكلم هذه الكلمة مضطراً.
سمعت من أخوة أحبة كُثر أوصافاً لي أنا لست أهلاً لها ولاأقول هذا تواضعاً فأنا أعرف نفسي جيداً وأقول كما قال بعض السلف: اللهم اجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون، فغفر الله للجميع، فأنا عبد ضعيف أحتاج لرحمة الله.
أما بالنسبة لإخواني الحفظة فآفة الحفظ النسيان كما قال الزُهري، وهذه آفة عامة فيما يخص القرآن وغيره وتتأكد في حق خاتم القرآن.
فأمران جليلان عظيمان عليهما مدار صحة الأديان والأبدان، يَحرُم في الشرع أن يرجع الحادق لهما عمّا اشتغل فيه، عند أبن حبان بإسناد فيه ضعف أن أشد عذاب أمة محمد صلى الله عليه وسلم من حفظ كتاب الله ثم نسيه.
وفي صحيح مسلم قد أخطأ من تعلم الرمي ثم تركه، من تعلم طريقة من طرق الذب عن الإسلام من وسائل الجهاد في سبيل الله يَحرُم عليه أن يَنْكُص وأن يرجع، ومن حفظ كتاب الله وطلب العلم يَحرُم عليه شرعاً أن ينكص وأن يرجع.
فحافظ القرآن وطالب العلم والمجاهد في سبيل الله الواجب عليه أن يبقى مرابطاً على الثغور ويحرم عليه أن يرجع وأن ينكص على عقبيه.
ولذا هنالك وسائل لمن رزقه الله تعالى حفظ كتابه الواجب عليه أن يسلكها.
أقول لكم شيئاً وأُصارحكم به:
نسمع كلاماً كثيراً على ألسنة الأخوة في بيان المدح ومعرض المدح فيقولون:
فلان حافظ لكتاب الله.
الذي يتبادر لذهني ويستقر في خُلدي ولا أظلم أحداً، الذي لا يُمرر القرآن على قلبه في كل أسبوعٍ مرةً ليس بحافظ، فحفظ كتاب الله منزلة قد يجدُّ الإنسان ويجتهد ويصبح حافظاً لكتاب الله لكنه لا يبقى في هذه المنزلة إلا إن كان يُمرر القرآن على قلبه في كل أسبوع مرّة.
في ترجمة صالحٍ لأبيه الإمام أحمد بن حنبل يقول:
كان والدي يختم كل أسبوع وكان يختم كل يوم جمعة بعد العصر وكان يجمعنا فيدعو ونُؤَمِّن على دعائه كل يوم جمعة بعد العصر لأثر أنس أنه لكل من ختم القرآن دعوة مستجابة، هنالك دعوة مستجابة لكل من يختم.
فَنصيحتي لإخواني بعد أن أكملوا التسميع وتمام الحفظ على الشيخ أن يتعاهدوا كتاب الله.
كم وِرد الحافظ لكتاب الله من القرآن؟
خمسة أجزاء.
فالحافظ إذا لم يقرأ كل يوم خمسة أجزاء لا يبقى حافظاً أبداً.
وخُذ هذه القاعدة مني، يقول أنا حافظ كتاب الله، قل له: تختم في الأسبوع؟فإن قال لك لا، فقل له أنت لست بحافظ، سيتفلّت القرآن من قلبك، لا يمكن القرآن أن يَثبُت إلا بالتعاهد.
ولذا القارئ حافظ القرآن هنيئاً له، نائم يقرأ من حفظه، مستيقظ ويمشي يقرأ، أقول هو مستيقظ يمشي، يمشي في نزهة يتنزّه يقرأ،فالقارئ إذا لم يقرأ خمسة أجزاء كل يوم لايكون حافظاً.
فأنت ياقارئ القرآن كما قال الشاعر:
لقد رشّحوك لأمر عظيم فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهَملِ.
فأنت تحتاج أن تقرأ كتاب الله كل أسبوع مرّة، تقرأ كل يوم خمسة أجزاء، كثير خمس أجزاء؟لا، الحافظ ليست عليه كثيرة، لأنه في خلواته وفي انفراداته يحفظ كتاب الله.
والله يُحدّثني بعض إخواننا الحفظة يقول لي:
والله أجلّكم الله أدخل الحمّام فأجلس لقضاء الحاجة، فأبدأ أقرأ فأقرأ شيئاً، يقول أنا في قضاء الحاجة ما يجوز لي أن أقرأ، يقول أنسى أنسى نفسي، يعني مجرّد ما أجلس لأقضي حاجتي فلساني يعني ينطلق، لساني ينطلق أقرأ، قال وأتذكر أحياناً وقد قرأت شيئاً يعني شيئاً لابأس به.
فحافظ القرآن لسانه ينبغي أن يكون ناطقاً بالقرآن، ثم يتعاهد الحافظ الآيات المتشابهات، الآيات المتشابهات ضبطها غير واحدٍ من السابقين واللاحقين وألّفوا فيها كتباً،فهنالك مؤلفات في الآيات المتشابهة، والأمر الأخير إن استطاع الباحث أن يقف على أسرار التشابه والتقديم والتأخير ويقف على كلام العلماء في هذا الباب فيكون هذا تمام النور فلمّا يقرأ مثلاً: ولتطمئن قلوبكم به، ولتطمئن به قلوبكم، أسمع بهم وأبصر، أبصر به وأسمع، وماشابه من التقديم والتأخير ويعرف الأسرار، أسرار هذا التقديم والتأخير فهذا نور على نور.
مَن مِن العلماء الذين كتبوا في هذا الباب؟
هل تعرفون؟
مَن يعرف مِن الكتب التي كتبت في هذا الباب؟
وهي كتب قليلة في هذا الباب.
باب المتشابه وأسرار التقديم والتأخير .
مَن كتب في هذا الباب؟
مَن؟
البقاعي.
لا البقاعي لم يكتب في ذلك فمؤلفاته ثلاث في تناسب الآي والسور وليس في التقديم والتأخير، البقاعي له ثلاثة مؤلفات، المؤلف الثالث علمت به قبل قليل على الهاتف، فسبحان الله المؤلف الثالث طُبع هنا في دار ابن الجوزي، طبع في ثلاث مجلدات، الإمام البقاعي اعتنى بتناسب الآي والسور.
أما من ألّف في موضوع التقديم والتأخير جمْع من أهمهم اثنان ومؤلفاتهم مطبوعة، واحد كان اسكافي، اسكافي يصلح أحذية الناس هذا عمله لكن الله رفعه بالقرآن فكتب كتاباً بديعاً سمّاه: “دُرّة التنزيل وغُرّة التأويل”، لما تريد آية مكررة في كتاب الله انظر إلى التنزيل فتعرف ما هو السر في التقديم والتأخير،والكتاب الآخر كتاب للشيخ الإمام القرطبي ابن الزبير الغرناطي له كتاب بديع مطبوع في مجلّدتين سمّاه: “ملاك التأويل”،فهذه الآيات المتشابهة إذا أنت قرأت دُرّة التنزيل في مجلّدة ضخمة أو ملاك التأويل قرأت ملاك التأويل تقف على أسرار التقديم والتأخير ويصبح تفهم ليش التقديم والتأخير فحينئذ تقرأ بفهم وهذا يجعلك تضبط،تضبط الآيات المتشابهات ليس حفظاً فقط وإنما هو حفظ وفهم.✍️✍️
↩️ الرابط:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor