السؤال:
هناك الكثير مما يخالفون الإمام الألباني -رحمه الله- في منهجه والآن ينتسبون إليه و يحرفون بعض كلامه.
هنا أريد أن اسأل شيخنا عن طبيعة العلاقة التي كانت قديمة بين الإمام الألباني -رحمه الله- والإخوان في دمشق ثم في أول قدومه للأردن وقد دَرَّس كما تعلمون شيخنا في دار الإخوان المسلمين في الزرقاء.
شيخنا نريد كلاماً حول هذا والدروس المستفادة من تجربة الشيخ الألباني -الله يرحمه- مع الإخوان خاصةً شيخنا.
الجواب:
الكلام حقيقة عن رموز الدعوة السلفية والإخوان سواء شيخنا الألباني-رحمه الله- أو تقي الدين الهلالي أو الشيخ عبد العزيز بن باز أو الشيخ ابن عثيمين حقيقة له ضروب وله ألوان ويحتاج إلى عمق ويحتاج إلى إحاطة ودراسة.
والذي عرفناه وخبرناه من مشايخنا -رحمهم الله- أن صدورهم سليمة، وأنهم يعاملون الإخوان وغيرهم معاملة العالم الطبيب للمريض، يعني الذي يعمل المريض على الاستشفاء وعلى الإفادة والاستفادة في الدروس.
فلما جاء شيخنا الألباني -رحمه الله- للأردن فتحت شعبة الزرقاء لشيخنا الألباني الدروس وبدأ يدرس في علم المصطلح وبدأ يدرس.
فالإخوان جماعة بدن وليست جماعة فهم وهذه مشكلة كبيرة.
الإخوان الآن في مسائل العقيدة مختلفون اختلافاً كبيراً.
لو رأيت وسألت قديماً الحلبيين الذين يعيشون في حلب و مشايخهم صوفية والدمشقيين الذين عاشوا مع شيخنا الألباني -رحمه الله- لو سألتهم في أمور المعتقد وجعلتهم يغضون الطرف عن الجمع بينهم وهو الجماعة الحزبية جماعة الإخوان المسلمين أقول لكفر بعضهم بعضاً، فعقائدهم متباينة، والجماعة ليس لهم فهم واحد كلي في أمور المعتقد.
ولذا هذه عقدة كبيرة أن الإخوان المسلمين جماعة اتفقوا على مسائل وهذه المسائل جلها يخص العمل السياسي وليس العقيدة وليس المنهج في تلقي الدين.
فهي جماعة متباينة جداً في الفهم. فبعضهم من يؤيد الفرق الضالة كإيران وغيرهم من الفرق إلى آخره، الجماعات بعيدة جداً.
مشايخنا لما أُذن لهم بالتدريس ما مانعوا ودرسوا.
والعجيب مثلا لما تقرأ في حياة تقي الدين الهلالي تجد أن تقي الدين الهلالي هو واحد من مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في العراق.
جماعة الإخوان المسلمين في العراق قدموا طلباً لوزير الداخلية ولرئيس الوزراء نوري السعيد وكان من المؤسسين الدكتور تقي الدين الهلالي وأعلن عن هذا في مجلته التي تركها خلفه في تطوان (مجلة لسان الدين) وثم لما بدأ العمل مع الإخوان المسلمين بدأت الهجمة الشرسة وبدأ الكلام الكبير والاتهامات وبدأ الشيخ يتكلم في أمور المعتقد والكلام في الأشياء الخطيرة في موضوع السنة ونبذ العصبية وما شابه.
التجربة تكررت وتكاد تكون هي هي في البلاد التي أذن له في العمل فيها، أما البلاد التي لم يؤذن فيها كالسعودية وموقف مشايخنا ما ظهرت مخالفات واضحة لمشايخنا الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين لأنهم -جماعة الإخوان المسلمون- غير مأذون لهم اصلاً في العمل الحزبي هناك في ذاك الوقت، ومتى وجد لهم وقع الذي وقع .
بدأت الصفوف تتمايز عند دروس شيخنا الألباني في الزرقاء وبدأ بعض الإخوة يميلون إليه ويتجمعون حوله ويتعرفوا عليه وكانوا يغْشون مجالسه خارج شعبة الإخوان ويذهبون للبيت له وصارت علاقة قوية معهم، حتى اضطر الإخوان المسلمون أن يعقدوا محاكمات لهؤلاء. وكان من بين هذه المحاكمات إما نحن وإما الألباني، أما ان تكون تلميذ للألباني وتسمع منه وكل شيء تعرضه على الكتاب والسنة وكل شيء غير موافق للكتاب والسنة وأقوال العلماء فهذا يخالف الأمر الحزبي فهذا أمر مرفوض.
وأراني أخونا (أبو احمد زرزر) وهو من الإخوة الفضلاء، ممن كان من الإخوان المسلمين كتاباً موقعاً باسم رئيس شعبة الإخوان المسلمين في الزرقاء وأظنه الشيخ أديب أنيس، فجاءه كتاب فصل (لأخونا أبو احمد زرزر) وكان أنذاك شاباً والسبب أنه كان مع شيخنا الألباني وما شابه.
فالإخوان المسلمون حقيقة ليس لهم نصيب في العلماء .
الإخوان المسلمون مجتمعون بتحزبٍ وتعصبٍ على مبادئ، ومن خالف هذه المبادئ لا يمكن أن يكون منهم، والذي يتمسك ويتشبث بهذه المبادئ هو المقدم عندهم، وإن جد من هو أتقى منه ومن هو أعلم منه ومن هو أورع منه.
فالإخوان المسلمين حزب كسائر الاحزاب.
وإلى الله المشتكى والكلام كثير في هذا المعنى.✍️✍️
↩️ الرابط:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor