السّؤال:
هل من دعاء يدعو به الشخص حتّى يتوقَّف عن حبِّ فتاة يحبّها، علمًا أنَّه تقدَّمَ لخِطبتِها لكنَّها لم توافِق؟
الجواب:
النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وهذا حديث عجيب، وهذا الكلام توجيه من النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للآباء، إخواننا الآباء، والحمد لله جُلّ مَن أرى من أمامي مِن إخواني الفُضَلاء: (آباء)، وهُوَ لآباء البنات قبل آباء الذّكور، النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول في الحديث -وهو عند ابن ماجه بإسناد صحيح (١٨٤٧)-: «لم يُرَ لِلمُتَحابَّينِ مثلُ النّكاحِ».
وقولهم الحبّ العُذري، وأن الحبّ إذا نكح فسد فهذا الكلام الباطل والفاسد الذي يَتَغَنَّى به بعض الفَسَقَة والمجرمين هذا باطل، أحسن شيء للمتحابِّين الزّواج.
هل الحبّ حلال؟
لا، ليس حلالًا.
الحبّ ليس حلالًا.
الحبّ: هو ثمرة من ثِمار عدم غض البصر.
ماذا يعني: ”لم يُرَ لِلمُتَحابَّيْنِ مثلُ النّكاحِ“؟
إذا سمعت ابنتك تذكر ابن عمِّها، أو جارك: ”والله إنّهُ شهم، والله إنّهُ خلوق، والله إنّهُ طيّب“ ماذا يعني؟!
الوالد يفهم.
بنت الرجل الصّالح شعيب، وكان الله في عونها، والله حين أقرأ في سورة القَصَص وأقرأ قصّة البنتين؛ أقول: سبحان الله! خصوصًا حين أتأمّل أنّ الله -تعالى- قال عن موسى -وهو طفل-: ﴿وَأَلۡقَیۡتُ عَلَیۡكَ مَحَبَّةࣰ مِّنِّی﴾ [طه: ٣٩]، كلّ من يرى موسى يُحبُّه؛ لأنّ الله -تعالى- قال: ﴿وَأَلۡقَیۡتُ عَلَیۡكَ مَحَبَّةࣰ مِّنِّی﴾، ثمّ تأتي ابنتين راعيتين أبوهما شيخ كبير لا يستطيع أن يخرج، قال: ﴿فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰۤ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّی لِمَاۤ أَنزَلۡتَ إِلَیَّ مِنۡ خَیۡرࣲ فَقِیرࣱ﴾ [القصص: ٢٤].
هذا دعاء جميل للشَّاب الّذي يحتاج لزوجة، وللّذي يريد زوجة ثانية، يكثر يقول: ”ربِّ إنِّي لما أنزلت إليَّ من خير فقير“، استجاب الله الدّعاء مباشرة؛ قال ﴿فَجَاۤءَتۡهُ إِحۡدَىٰهُمَا تَمۡشِی عَلَى ٱسۡتِحۡیَاۤءࣲ قَالَتۡ إِنَّ أَبِی یَدۡعُوكَ لِیَجۡزِیَكَ أَجۡرَ مَا سَقَیۡتَ لَنَاۚ﴾[القصص: ٢٥].
﴿وَأَلۡقَیۡتُ عَلَیۡكَ مَحَبَّةࣰ مِّنِّی﴾، كان الله في عونها! بنت تقول لأبيها: ﴿یَـٰۤأَبَتِ ٱسۡتَـٔۡجِرۡهُۖ إِنَّ خَیۡرَ مَنِ ٱسۡتَـٔۡجَرۡتَ ٱلۡقَوِیُّ ٱلۡأَمِینُ﴾ [القصص:٢٦].
لمَّا جاءه موسى -عليه السّلام- قال: ﴿قَالَ إِنِّیۤ أُرِیدُ أَنۡ أُنكِحَكَ إِحۡدَى ٱبۡنَتَیَّ هَـٰتَیۡنِ﴾ [القصص: ٢٧].
انتهت المسألة.
أوّل ما رآه قال: {إنِّي أُريدُ أنْ أُنكِحَكَ إِحدى ابنتيَّ هاتين}، أريد أن أُنكِحَكَ الّتي قالت: ﴿یَـٰۤأَبَتِ ٱسۡتَـٔۡجِرۡهُۖ﴾.
«لم يُرَ لِلمُتَحابَّينِ مثلُ النكاحِ».
البنت تكبر وجسدها يتغيّر ،وثدياها يبرزان، وأردافها تظهر، والأب مجنون؛ يأتيه واحد وثاني وثالث، يَرُد يَرُد يَرُد الزّواج، ويطمع براتب لها.
بنتك حين تبلغ تُشغِّلها!
وهي تقول لك: زوِّجني يا أبتِ.
والله الذي لا إله إلّا هو وأنا أمشي في الطّريق أرى بنات وهي تمشي كأنها تقول: من يتزوَّجُني؟
أمر لا يخفى!
المرأة حين تطلب الزّوج أمر لا يخفى، وكان الله في عون الشّباب والشّابات، فيأتيك واحد يريد أن يستر ابنتك ولا تزوّجه!
أعود لسؤال الأخ، الحبّ ينبغي أن يكون مقيّدًا بالشرع، وما ينبغي أن تُعلِّقَ قلبك بامرأة، فإن يسَّر الله لك أن تتزوج من تُحب وإلَّا فقل: اللّهمّ أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيرًا منها، فلابدّ أن يُخلفك الله -عزّ وجلّ- أحسن من هذه، تتركها من أجل الله -عزّ وجلّ-، وقلت لكم أنّ الحبّ الّذي يكون أصل الزّواج لا ينجح، وإذا كان الزّواج هو الّذي يجمع بين الزّوجين فإنّه مع الزّمن ينمو ويكبر ويكبر.
حاجة الرّجل للزّوجة متى تكون أكثر ما تظهر؟
حين يكبر، الرجل حين يكبُر يحتاج لزوجة .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢٥ – ٩ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor