السؤال:
هل من السنة للإمام أن لا يقرأ في بعض الأحايين سورتي السجدة وسورة الإنسان.
وهل من السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ ذلك ؟
الجواب:
نعم .
ثبت بالحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعه الأولى من صلاة فجر الجمعة سورة السجدة وفي الركعة الثانية سورة الإنسان.
وأما السجود للتلاوة خاصة
فورد في حديث عند الطبراني في الأوسط وفي إسناده ضعف، الحديث الذي فيه أن النبي عليه السلام كان يقرأ السجدة ويسجد، فيه ضعف.
لكن ما فقه المسألة؟
من قرأ السجدة الأصل فيه أن يسجد إلا إن كان يصلي مأموما ولم يسجد الإمام.
فقد ثبت في موطأ مالك عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قرأ وهو على المنبر آية سجدة فسجد، ثم قرأ في مرة أخرى آية سجدة ولم يسجد.
جاء عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ بِسُورَةِ النَّحْلِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ، نَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الْقَابِلَةُ قَرَأَ بِهَا، حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ قَالَ : ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّا نَمُرُّ بِالسُّجُودِ فَمَنْ سَجَدَ فَقَدْ أَصَابَ، وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ “. وَلَمْ يَسْجُدْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَزَادَ نَافِعٌ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَفْرِضِ السُّجُودَ إِلَّا أَنْ نَشَاءَ.
صحيح البخاري (1077)
ولذا يسن وهذه سنة للأسف مفقودة واحياؤها أمر مطلوب، أن يقرأ الامام أحياناً وهو على المنبر السجدة ويسجد.
يعني يقرأ وهو على المنبر السجدة ثم يدير وجهه للقبلة ويسجد ثم يقوم ويكمل خطبته.
هل للإمام أن يحيد عن سورة السجدة؟
نعم له أن يحيد عن سورة السجدة، وذلك أن الناس إن فهموا أنه إن بقي مداوما على سورة السجدة تصبح سورة السجدة ركن من أركان الصلاة فحينئذ يستحب له أن يعدل وأن يترك سورة السجدة.
قال الإمام القرافي ونقل عن شيخه العز بن عبد السلام -رحمهم الله تعالى- :
يسن للناس أو للائمة ان يتركوا في بعض الأحايين قراءة سورة السجدة لأن عوام أهل مصر أصبحوا يعتقدون أن من أركان الصلاة يوم فجر الجمعة ثلاث سجدات.
في الركعه الأولى تفعل ثلاث سجدات وليس سجدتين.
فإذا الناس أصبحوا يعتقدون أنها حتما واجبا وركناً ركيناً وأن صلاة فجر الجمعة لا بد اسجد في الركعة الأولى ثلاث سجدات هذا ليس بصحيح.
نحن نسجد بسبب سجوة التلاوة، ولا نسجد كالسجدتيين في الركعة الأولى وفي جميع الركعات وهما من أركان الصلاة .
ولذا قال بعض أهل العلم:
يستحب للإمام أن يحيد بعض الآحايين.
وهذه فائدة مهمة:
أن الإمام إن داوم على شيء فظن الناس أنها واجبة
فرفعوها فوق منزلتها فيستحب له في بعض الآحايين أن يترك ذلك حتى يضع الأشياء في مكانها وحتى لا يشييع عند الناس شيء وهو ليس بمشروع.✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢٥ – ٩ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor