السّؤال:
أخٌ يسأل عن قهوةٍ تُسمّى: (قهوة الزُّباد)، ويُسمّونها: (كوبيلاك)، هكذا.
ويقول -والأمر كذلك-: هي قهوة باهظة الثّمن ونادرة، ولها طعم ورائحة مميزة، هذه القهوة تبقى في أمعاء حيوان يُسمّى: (زُباد النّخيل)، فما حكمها؟
الجواب:
رأيتُ هذا الحيوان، أكبرُ من القطّ بقليل، مُدمنٌ، على أكل القهوة، والعجيب في هذا الحيوان أنّه يأكل القهوة، وتبقى في أمعائه فترةً، ثُمّ يُخرجها رَوثًا، يُخرجها رَوثًا على ما هي عليه، يعني: لا يطحنها، ولا تتغير ولا تتبدّل، تَمرّ في أمعائه، ثمّ تَخرُجُ وتُنظّف، ثُم تُشرب، ويكون سعرها غالٍ جدًا، قد يصل الكيلو إلى ألف دولار، وأصحاب القهوة عندهم مزاج عجيب في شرب القهوة، هذا رَأَيْتُهُ، وقُدِّم في مجلس -كُنت فيه- في أندونيسيا، فَقُلتُ: أنا لا أُريد أن أشربها؛ حتّى لا أتعوّد عليها، وحتّى أقول: ما شربتها، وشربها بعض إخواني، ومنهم من التحق بالرّفيق الأعلى -رحمه الله-.
ولا أكتمكم بقي الحُكم في بالي، واحتاج لبحث، حتّى أكرمني الله فَبَحثته من قريب، وجدت الإمام النّووي في “المجموع”، الجزء الثّاني، صفحة خمسمائة وثلاثة وسبعين يقول: إذا أكلت البهيمةُ حبًّا وخرج من بطنها صحيحًا، ماذا يعني خرج صحيحًا؟ يعني: لم يُهضم،إذا أكلت البهيمة حبًّا وخرج من بطنها صحيحًا، فإن كانت صلابته باقيةً -بحيث لو زُرِع نَبَت-؛ فَعَينه طاهرة، فإذا كانت عَينه طاهرةُ فيَجوز شربه.
وهذه هي المسألة الّتي يسأل عنها الأخ.
ما دام أن القهوة بقيت كما هي، وبقيت صحيحة، ولو زرعناها نَبَتت؛ لا حرج.
ثُمّ نَظرت في كُتب الحنفية في ” الدر المختار “شعيرٌ صلب في بَعر أو رَوْثٌ يُؤكل بعد غُسله.
الشّاهد: أن الحِلَّ هو الّذي عليه كلام الفقهاء.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٤ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٣٠ – ٩ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor