السّؤال:
ما الدّليل على أنّ الحاكم المَذكُور في حديث:
“إذا حكم الحاكم فاجتهد ثمّ أصاب…”؟
رواه البخاري (٧٣٥٢)، ومسلم (١٧١٦).
الجواب:
الأصل في الحديث العموم، كلّ اجتهاد سواء كان بقضاء رسمي أو بغير قضاء، إذا اجتهد فأصاب فله أجران.
هذا حديث يَستَدِلُّ به علماء الأصول على تصويب مذهب المُخَطِّئَة؛ علماء الأصول عندهم مسألة، إذا وقع خِلَاف فهل المصيب واحد، أم أنّ كلّ من اجتهد مصيب؟
فالّذي قال: المُصِيب واحد؛ يسمّونه: المُخَطِّئَة (يُخَطِّئون الناس كلّهم إلّا واحدًا)، ومن قال إنّ الجميع مُصِيب؛ يسمونهم: المُصَوِّبَة، والنّبي -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثمّ أصاب فلهُ أَجران، وإذا أخطأ فلهُ أجر)، الجميع من المجتهدين ممّن تأهلوا للاجتهاد، جميعهم مَأْجورون، أمّا المصيب فهل هو واحد أم الجميع، أيُّهما الرّاجح، مذهب المُصَوِّبَة أم مذهب المُخَطِّئَة؟
والنّبي -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: “…إذا أصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر”، هذا الحديث دليل على صِحّة مذهب المصّوبة أم المخطّئة؟ الجواب: دليل على صحة مذهب المخطّئة.
فلنتناقش مع واحد من المُصَوِّبِين حتى تظهر المناقشة، أخونا نبيل -مثلًا- يقول بمذهب المصوِّبة، وأنا -الآن- أقول بمذهب المخطِّئة، وأنا -الآن- أُناقش الأخ نبيل، نبيل يقول: كلّ اجتهاد صواب، قلت له: أخي نبيل، إذا اجتهد المجتهدان، من المصيب؟ واحد أم الاثنان؟
أو إذا اجتهد أكثر مِن مُجتهد مَن المصيب؟ قال: الكلّ مُصِيب، أنا قلت: المُصيب واحد -يعني: أنا أتبنَّى مذهب المُخطئة وهو يتبنّى مذهب المصوبة-، فقلت له: قولك -هذا- خطأ، هنا ماذا يجب أن يقول لي نبيل -بناءً على مذهب المصوبة-؟ أنا اقول له: مذهبك هذا خطأ، ماذا يجب أن يقول -بناءً على مذهبه-؟ يجب أن يقول لي: كلامك صواب؛ فقلنا: الحمد لله انتهت المسألة.
لذا قالوا: مَن قال بمذهب المصّوبة؛ فإنّ مآل مذهب المصوِّبة إلى الزَّندَقَة؛ لأنّه سيقول لك: النّصراني مصيب، واليهودي مصيب، والمجوسي مصيب، والملحد مصيب، وكلّ شيء صواب، فمآل مذهب المصوّبة إلى إلحادٍ وزَندَقَة.
ولذا قال النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-: “إذا اجتهدَ فأَصَابَ)” و ‘إذا اجتهد فأَخطَأ”، فالّذي يَجتهد فَيُصِيبُ فلهُ أَجرَان، الأَجر الأَول على اجتهاده، والأَجر الثّاني على صوابه، وإذا اجتهد فأَخطَأ فلهُ أَجر، وأي الأجرين له؟ الجواب: أجر الاجتهاد، ولكن لا يَلزَم من الاجتهاد أنْ يكونَ صوابًا.
فَلمَّا فَرَّقَ النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- بين الأجرين والأجر، فهذا دليلٌ آخر على صواب مذهب المُخَطِّئة.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
↩ رابط المجلس:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب +962-77-675-7052 :
• تلغرام t.me/meshhoor :