السؤال:
أخ يسأل يقول كيف يحصل طالب العلم على إجازة في الحديث، وما الشيء المطلوب منه حتى يحصل عليها ؟
الجواب:
الإجازة أن يكون لك إسناد متصل بإمام ولاسيما إن كان هؤلاء الأئمة معروفين ومن أهل الحديث.
مثلا أروي البخاري عن مشايخ لي بأسانيدهم إلى صحيح البخاري وهكذا أصنع مع صحيح مسلم وهكذا سائر الكتب.
وأهم شيء في إجازة القرآن الكريم أن يكون لي إسناد متصل بمشايخ قرأت عليهم القرآن بأسانيدهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
طبعا البخاري و مسلم كذلك يكون الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
الإجازة إجازتان:
1 – إجازة عامة.
2 – إجازة خاصة.
الإجازة العامة:
أن اقول لكم الآن أجزتكم بما يجوز لي من مرويات على شرط أهل الحديث أو أهل الصنعة، فتصبحون تروون عني بهذه الكلمة.
وهي ليست ذات بال وليست لها كبير قيمة، إلا إن أجزت أقواما أو أشخاصا أعرف ضبطهم وعلمهم الدقيق وأنهم أهل لذلك.
كثير من الناس عندهم إجازات عامة لا تسمن ولا تغني من جوع، وما افدتكم إن قلت لكم هذه الكلمة بشيء.
ما أفدتكم بعلم.
الإجازة الثانية:
وهي مراد الأخ السائل.
أن تقرأوا علي كتابا من الكتب من أوله إلى آخره ثم بعد الفراغ من قراءة الكتاب أقول لك أجزتك في صحيح الامام البخاري.
فتكون القراءة قراءة ضبط وتدقيق ودرس وسماع على وجه فيه ضبط.
يوجد عدد من إخواننا في بلادنا يجيزون على الوجهين.
يجيزون إجازة عامة ويجيزون إجازة خاصة
التقى محمد البشير الإبراهيمي الإمام المصلح الكبير في الجزائر رحمه الله بالشيخ محمد عبد الحي الكتاني صاحب كتاب ((فهرس الفهارس والأثبات)) مطبوع في ثلاث مجلدات ما ترك كتابا إلا وذكر فيه إجازة سنده لهذا الكتاب وأكرمني ربي تعالى بأن أجزت من ولده شيخنا مجيزنا الشيخ عبد الرحمن ولد الشيخ محمد عبدالرحمن الكتاني وهو أعلى إسناد موجود في العالم الآن، أعلى إسناد إسناد الشيخ عبد الرحمن عن والده بأسانيد الكتب
وكان محمد البشير الإبراهيمي إمام مصلح كبير قاوم الاستعمار الفرنسي وكان له جهد عظيم في الجزائر، فلما شاهده الكتاني في باب المسجد النبوي قال له أجزتك بجميع ما عندي من مرويات.
فكان الشيخ البشير الإبراهيمي لا يرى الإجازة العامة ولا يشجع عليها.
هي مشروعة لا أقول ممنوعة لكن لا يشجع عليها.
ومشايخنا الكبار ممن أدركناهم لا يرون الإجازة العامة لها ذات قيمة من أمثال شيخنا الألباني ومن أمثال شيخنا الشيخ ابن باز و شيخنا محمد نسيب الرفاعي فجمع من مشايخنا لا يرون الإجازة العامة.
شيخنا الشيخ عبد الله بن عقيل شاهدني يوما بعد صلاة التراويح وأنا خارج من بيت الله الحرام وكان يجلس على كرسي في أواخر حياته كان كبيرا في السن فاخرج مروياته في كتاب تحت الكرسي، وكتب لي أجزتك بجميع ما عندي من مرويات وأنا لم أطلب منه شيئا، هو أجازني إجازة عامة هكذا بهذه الطريقة بمجرد أن شاهدني.
لما محمد البشير الإبراهيمي التقى مع الشيخ الكتاني محمد بن عبد الحي الكتاني قال أجزتك.
قال: أنا لا أريد هذه الإجازة.
فحضر في درسه في المسجد النبوي وكان يدرس الشمائل المحمدية للإمام الترمذي، فلما فرغ من الدرس قام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وصافح شيخه الشيخ محمد عبد الحي الكتاني وقال له أجزني بما استفدته منك الليلة من فوائد.
أنا الإجازة العامة رددتها عليك ما أحببتها لكن أجزني بالإجازة الخاصة.
فأنتم لو أعلم انكم كلكم تضبطون فأنا أخشى اجيب الآن اجيب لكم جوابا فأسألكم عما قلت فأسمع اجوبة متعددة، وإلا اجزتكم بما أقول وتخرجون وتقولون أجازني الشيخ بهذه الفتوى بقوله كذا وكذا.
لذا قال أهل العلم الإجازة بشروط أهل العلم.
الإجازة لا تكون للعوام ولا تكون لمن لم يضبط، الإجازة تكون بعد قراءة وبعد ضبط.
بهذه الطريقة تستطيع أن تحصل الإجازة.
فالإجازة الناس منهم زاهد فيها بالكلية وهذا خطأ.
ومنهم غالي فيها بالكلية وهذا خطأ. ومنهم وسط يطلب الإجازة على طريقة أصحابها المعتبرة المعتمدة.✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٠ – ربيع الثاني – ١٤٤٤هـ
٤ – ١١ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى:
السؤال: أخ يسأل يقول كيف يحصل طالب العلم على إجازة في الحديث، وما الشيء المطلوب منه حتى يحصل عليها ؟
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor
• اليوتيوب: http://youtube.com/@meshhoor