السؤال :
أخ يسأل ويستشكل كيف يجوز الزواج من مُلك اليمين المسلمة ومُلك اليمين تسبى في الحروب فقط؟
الجواب :
أين المشكلة؟
مُلك اليمين سُبيت من الحروب ، وهذه تبقى لها ذرية، وذريتها تبقى إماءً.
ومما يجهله كثير من المسلمين أنّ الولد في تسميته يُنسب لأبيه ، لقوله تعالى : ( وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ).
المولود له: الولد يُنسب لأبيه.
ومما شاع وذاع بين الناس أنّه يوم القيامة الولد يُنسب لأمه، وهذا من الخطأ.
فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
((إنّ الغادِرَ يَنْصِبُ اللهُ له لِواءً يَومَ القِيامَةِ، فيُقالُ: ألا هذِه غَدْرَةُ فُلانٍ))
مسلم (ت ٢٦١)، صحيح مسلم ١٧٣٥. [صحيح].
يوم القيامة الولد يُنْسَب لأبيه ، ولا يُنْسب للأُم.
فالإنسان في الدنيا والآخرة من حيث النَّسب يُنسب لأبيه.
أمّا من حيث الحريّة أو العبوديَّة فالولد يُنسب لأُمّه.
مثلًا أخانا أبا محمد عنده عبيد وإماء أصلهُم أنهم وُرِثوا من الحرب، هو الآن ما مصلحته فيما عنده من العبيد؟
أنْ يُكثِّرهُم
فهم مال.
كيف يُكثِّرهم ؟
أن يُزوِّج بعضهم ببعض.
فإن تزوَّج بعضهم ببعض كثُر ماله.
لو جاء رجُل حُر ما استطاع أن يجِدَ إمرأة عفيفة لِيَنْكِحها فأرادَ أن يتزَّوج أمةً من إمائِهِ، فولَده (ولد الحُر) من الإماء عبيد، وليسوا أحرار.
ولِذا في الشّرع يُحرَم أن يتزوَّج الرّجل القادِر على زواج الحُرّة أن يتزوج أمَة.
فالله عز وجل يقول (( وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ)
الطّول: الحَوْلْ والقٌوَّة.
متى يتزوَّج الحُر بالأمة؟.
عندما لا يستطيع أن يتزوّج الحُرَّة. ولذا كان عبدالله بن عباس رضي الله عنه يقول لئن استمني أحبُّ إليَّ من أن أرِّقَّ بعضي.
إن تزوَّجَ الأمة يصبح بعضهُ رقيقًا؟ ماهو بعضه؟
ولدُه.
بعضه يُصبح مُلك أبا محمد (الولد) مُلك صاحِب الأمَة.
كثيرٌ من النَّاس عندما نتكلَّم عنِ الإماء يظُن أنَّ الإماء في المجتمع أشبه ما يكونوا بالبغايا، هذا الإعتقاد حرام شرعًا.
البِغاء لا وجود له أبدًا في الشَّرع. والشَّرعُ نظَمَّ الشّهوة، والرجل لا يجوز له أن يأتي شهوته بحرام.
نعم مُلك اليمين فيها تمَّتُّع وزيادة عن الأربع نساء لكن لها أحكام ، فلا يجوز للرَّجل أن يطأ أمةَ غيره.
والنبي عليه الصلاة والسلام نهى أن تُوطَأ الحُبالى.
وقال صلى الله عليه وسلم:
((من كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلا يَسقِينّ ماءهُ زرع غيرهِ)).
الترمذي (ت ٢٧٩)، سنن الترمذي ١١٣١. حسن.
لا يجوز أن يشترِك اثنان في وطء الأمة.
الإماء يملكها فلان، فلان له أن يتمتَّع بها فوق الأربعة.
فمتى أنجبت ولدًا أصبحت تسمَّى عند الفُقهاء أم ولد، وأم الولد تصبِح كأنها حرَّة هي فوق الأربعة لكن أحكامها أحكام الحرائر.
ما معنى أحكام الحرائر؟
يَحرُمُ على من عنده أمة وولدت له أن يفرِّق بينها وبين ولدها.
ولذا من أشراط السّاعة كما تذكرون في حديث جبريل في الحديث الأوَّل في صحيح مسلم حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن تلِدَ الأمَةُ ربَّتها.
ما معنى أن تلِدَ الأمةُ ربَّتَّها؟
يعني ولدُها يُعتِقُها.
ولدها يجعلها حُرَّة.
فتلِد العبدة ربَّها: تلِدُ سيِّدها.
فهي أصبحت أشبه بالحرائِر.
رجل أرادَ أن يطأَ أمَةَ غيره؟
له ذلك.
لكن الشرع ما رغَبَّ في هذا فولدهُ من هذه الأمة ليس مُلكًا له،
ملكٌ لمن؟
لصاحِب الأمة.
ولا يحلُّ لمن يتزوجها أن يطأها حتى يستبرئها بحيضة، لأنّ الشَّرع في جميع أحكامه حرصَ على عدم اختلاط النَّسب وحرِص على أن يُنسب الرجل لأبيه لا لغيره ووضع تدابير في إشهار النَّسب.
العقيقة لماذا شُرِعت؟
حتى يُشهرَ النَّسب.
فموضوع الإماء هنَّ من سبايا الحرب لكن مع الزَّمن يتكاثرنَ.
حدث حرب بين المسلمين والكافرين ونساء المسلمين في القوانين الدُّوليَّة اليوم في قوانين العلاقات الدوليَّة العامَّة أن سبايا الحرب لهُنَّ حقوق ومن حقوقهِنَّ أن لا يُعتدى على أعراضِهِنَّ وإن فعل الكفَّار ذلك مع نسائنا وجَبَ علينا أن نصنَعَ ذلك مع نسائِهم حِفظًا على نسائنا وعلى أعراضِنا فإذا كان هذا القانون أصبح دوليًّا وأننا إذا تركنا سبيّٓ نسائهِم فإنَّهم لا يعتدون على نسائِنا فالواجب علينا حفظًا على أعراضِنا وحفظًا على نسائِنا أن لا نعتدي على الإماء من أجل أعراضِنا.
لكن هل هذا الواقع موجود؟
إذا أردتُ أن أعرِف أخلاق أُمةٍ من الأمم فأنظرُ إلى حالها وهي غالِبة.
لما تصبح غالبة أو مسيطرة ولا سيَّما في الحروب كما حصل في أمريكا في العراق وكما يحصل اليوم مع اليهود -أسأل الله عزَّوجل أن يحفظ بلاد المسلمين من شرورهم ومكرهم- كما يحصل مع اليهود في فلسطين تعرف أخلاق القَوم.
إذا أردت أن تعرف أخلاقَ قومٍ فافحصها بالحرب.
وهذه قاعدة عامَّة.
ونحن نتحدى الدنيا كلها بأن يجدوا عيبًا من العيوبِ في ممارساتنا في حروبنا إبّان قوتنا.
فتحنا الدنيا كلها بفضل الله علينا نحن المسلمين وحافظنا على الناس. والإماء التي أُخِذَت أُخِذَت وطُبِّق عليهنَّ أحكام الشَّرع، فكانت السعادة لهنَّ وللمسلمين في أحكام الله.
فأحكام الله تعالى عليها مدار السعادة وأحكام الله تعالى لا يقع فيها ظلمٌُ البتَّة.
فالمرأة عندما تُوطأ لا تُوطأ من أجل شهوة فقط إنما تُوطأ ويترتب على هذه الشهوة أحكام فإذا أنجبت حينئذ أصبحت حرَّة وهكذا .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٠ – ربيع الثاني – ١٤٤٤هـ
٤ – ١١ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى:
السؤال : أخ يسأل ويستشكل كيف يجوز الزواج من مُلك اليمين المسلمة ومُلك اليمين تسبى في الحروب فقط؟
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor