السؤال :
سؤال يتكرّر كثيرًا، وتكلمت عنه وكتبت.
أخ يقول: خرجت جماعة إلى الباكستان وهم من الجيران ليلتزموا مسجدًا هل أودعهُم كما فعلوا جماعة المسجِد، وأن أذهب إلى تهنئتهم بالسلامة، وما حُكم حضور دروسهم التي تُعقد في المسجد في أيام مخصوصة، وهل نُصلي خلف من أشتهر منهم ويدعوا إلى جماعته؟
الجواب :
الكلام عن التبليغ كثير.
وأتمنى أن يرزقنا الله وإيّاهم الإنصاف.
الأُمة بحاجة للدعوة إلى الله.
لكن بحاجه إلى دعوة إلى الله على بصيرة، وعلى منهَج وليس على ما وجدنا عليه الآباء، قال تعالى: ((إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٍۢ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّهْتَدُونَ)).
ليس هكذا.
التبليغي عنده عُقدَة، التبليغي في قرارة نفسه، وأنا أتكلم عن الذي يُسمونه القُدامى أعرفهم معرفةً دقيقةً تفصيليةً لأني عشت فترةً من حياتي في المسجد وكنت ألتقي بهم كثيرًا، وجرت مناقشات في الأردن وخارج الأردن مع كبار منهم مع من يسمونهم علماء الأُمّة.
كنت أقول لهم من عُلماء الأُمّة؟ علموني أرشدوني من عالم الأُمّة عندكم.
فأرشدوني إلى بعضهم وذهبت إليه فوجدته مثل سائر الناس وكلامه ليس كلام علماء للأسف.
التبليغي عنده عُقدة، وأنا أدعو في هذا المجلس ولا أحب أن أتكلم في الناس أدعو التبليغي إلى مسألة أنّ الدعوة إلى الله ليست محصورة في الخروج وليست محصورة فيهم.
كثير من السلَف فسروا قول الله تعالى في سورة فُصَّلَت: (( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) قالوا: المؤذن.
ومن أحسنُ قولًا ممن دعا إلى الله. من المراد بهؤلاء؟
ليس فقط المُؤذنين لكن هؤلاء من المؤذنين، المُؤذن داعي إلى الله.
درسنا هذا الذي فيه علم دعوة إلى الله.
لا يوجد عندهم داعي إلى الله إلاّ الخَارِج، ومن ليس بخَارِج ليس بداعي وهذه مصيبة.
إذا التبليغي وضع في عقلِه الدعاة إلى الله ليسوا محصورين في الخَارِجين بدأ يتعافى، وبدأ يتشافى وبدأ يفهم، وبدأ الحقد وتأثيم الناس الموجود في قلبه وكل الناس آثمين والله أنّ التّبليغي يعتقد أنّ وزراء الأوقاف آثمون و العلماء آثمون والمدرسون آثمون والسبب أنّهم ما خرجوا معهم.
إذا التبليغي بدت هذه النقطة دخلت في قلبه أنه ليس هم فقط الدُعاة.
ودعوتهم قائمة على منام، رأى منام في الدعوة وحامل ومشوا ورائهم الناس ليس هكذا الدعوة تكون إلى الله عز وجل.
ثم الآفة الثانية:
أن يُقبِلوا على العلم و يتعلمون ويدرسون العِلم الشّرعي ولا يُّطوعوا المُدرسين إليهم.
جاءني مرةً رجل تبليغي قال الاستدلال بالحديث الضعيف.
قلت: حرام.
قال: نحن نستدل بآحاديث ضعيفة كثيرة.
قلت: نعم.
قال: واجب عليك أن تخرج معنا لكي تَدُلُنا على الآحاديث.
قلت: أي شيطان نفخ في أُذُنك هذا الكلام.
أنت تكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا واجب أخرج معك، أنت تقول هذا الكلام حتى أخرج معك، بعقلِ من هذا، أنت تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أخرج معك وأقول لك هذا حديث ضعيف وهذا حديث صحيح، هذا شيطان وهذه الحيّل يلجأون إليها.
بل يكذبون من أجلِ ان تروج بضاعتهم.
أنا العبد الضعيف اتصل بي شخص من هولندا واتصل بي غير واحد وقال لي أنا من أمام المسجد الأقصى من فلسطين اتصلوا عليّ إخوة من الرياض يقولون هل خرجت مع التبليغ؟
قلت أنا لم أخرج يومًا مع التبليغ. يقولون أنّ الشيخ الألباني قبل موته مدَحهُم وأشهَدَكَ على مَدْحِهم وقالوا أنك خرجت معهم أربعة شهور مرتين. قلت والله إن هذا كذب وكذب متقصّد ليس كذب هكذا بل كذب مُتَقَصّدْ.
فالكذب من أجلِ ترويج الخروج مشروع هكذا يعتقدون شئنا أم أبَيْنا.
فالشاهد يا ليت أن التبليغي يفهم أن الداعيين إلى الله ليس هم فقط وأنّ الدعوة إلى الله ينبغي أن تكون بعِلم. فلو أنّهم تعلموا ونشروا الدِّين بعِلم شرعي والله إنّ الله ينفع بهم، هم أصحاب جُهد وأصحاب بَذْل
ويتنقلون من مكان إلى مكان غفر الله لي ولهم وما أحب أن اتكلم إلا من أجل أن تسلم لنا ثوابت بأن لا نقول إلا بعِلم وأن لا نتكلم إلا بعلم وأن لا نستدل إلا بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١ – جمادى الاولى – ١٤٤٤هـ
٢٥ – ١١ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor