السؤال:
أخ يقول منذ فترة قليلة وأنا ملتزم بفضل الله تعالى بالورد اليومي من القرآن والسُّنن الرواتب وقيام الليل وغيرها من السُّنن، فما هو السبيل للحفاظ على ذلك والزيادة في الطاعات؟
الجواب:
أولًا الطاعة تجرُّ إلى طاعة.
وكان يقول بعض تابعي أهل الكوفة: إني لأعمل الطاعة طمعًا في أختها التي هي أكبر منها وإني لأترك المعصية خوفًا من أختها التي هي أكبر منها.
فالطاعة تجرُّ إلى طاعة والمعصية تجرُّ إلى معصية.
والمُخلِص يثبت، والإنسان غير المخلص يتذبذب على هواه، أحيانًا الهوى يكون فيه عبادة.
ممكن واحد يكون عنده هوى؟
ممكن، ترتاح فتعمل عبادة، يعني تفضفض عن المعاصي والغفلة فتفطن فترة ثمّ تغفل فترات، ليس هكذا أهل السَّلف.
علامات السّاعة قلت لكم كثيرًا وهذه مسألة مهمّة علامات الساعة الذي يجمع بينها أنّها لم تكن معروفة عند السَّلف الصّالح، ليس الجمع بين علامات الساعة المعصية، هنالك طاعات في علامات الساعة: فتح بيت المقدس، نزول المهدي، فتح القسطنطينية، هذه طاعات ومن علامات الساعة، فبعض الناس يعتقدون أنّ كل علامة ساعة تكون حرامًا أو مكروهًا، لا، علامات الساعة يجمع بينها أنّها على خلاف ما كان عليه أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والقرون المُزَكَّاة التي زكَّاها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
لذا مِن أشراط الساعة أن يصبح الرجل مؤمن ويمسي كافر، يصبح كافر ويمسي مؤمن، التّذبذب والتّحوّل والتّقلُّب هذا مِن أشراط الساعة.
كانوا قديمًا يوغلون في العبادة برفق ويعبدون الله تعالى بفقه وكانوا يفحصون استعدادهم قبل البدء بالطاعة فإن وجدوا استعدادًا فعلوا الطّاعة وثبتوا عليها فلمّا تصبح جزءًا منهم تحوّلوا إلى طاعة ثانية ثمّ إلى طاعة ثالثة، فالثبات أهم من العمل.
فأنت ماذا تفعل؟
أولًا اسأل ربّك الثّبات واحمد الله تعالى على هذه الطاعة، وهذه الطاعة أن شرح الله صدرك بأن تقرأ وردك اليومي اثبت عليه، الصالح الورد اليومي بالنسبة إليه جزءٌ منه، عضو من أعضائه، لا يتغيّر ولا يتبدّل، فأحبُّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ أدومها وإن قل والمهم أن تثبت على هذه الطاعة ولا يستطيع العبد أن يثبت إلا ببركة إخلاصه، المخلص دائمًا يعمل، وغير مخلص يتذبذب، المخلص يثبت على الطاعة.
تذكرون حديث في البخاري الرجل الذي أراد أن يتصدق؟
[الحديث:] عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قالَ: قالَ رَجُلٌ: لَأَتَصَدَّقَنَّ بصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بصَدَقَتِهِ، فَوَضَعَها في يَدِ سارِقٍ، فأصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ على سارِقٍ فَقالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، لَأَتَصَدَّقَنَّ بصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بصَدَقَتِهِ فَوَضَعَها في يَدَيْ زانِيَةٍ، فأصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ على زانِيَةٍ، فَقالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، على زانِيَةٍ؟ لَأَتَصَدَّقَنَّ بصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بصَدَقَتِهِ، فَوَضَعَها في يَدَيْ غَنِيٍّ، فأصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ على غَنِيٍّ، فَقالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، على سارِقٍ وعلى زانِيَةٍ وعلى غَنِيٍّ، فَأُتِيَ فقِيلَ له: أَمّا صَدَقَتُكَ على سارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عن سَرِقَتِهِ، وأَمّا الزّانِيَةُ فَلَعَلَّها أَنْ تَسْتَعِفَّ عن زِناها، وأَمّا الغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فيُنْفِقُ ممّا أَعْطاهُ اللَّهُ.
[صحيح البخاري ١٤٢١].
ففي ثلاث مرات تصدّق وكان في كل مرة يُخطئ محل الصدقة، فقال أهل العلم: المخلص يثبتُ على العبادة وإن لم يضعها في موضعها فإنّه يثبت عليها.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor