السؤال:
أخ يقول: أحسن الله إليك، ما هي قصة الفضل بن دُكين مع يحيى بن معين؟
الجواب:
الفضل بن دُكين متوفى سنة (٢١٩) وهو من كبار شيوخ الإمام محمد بن إسماعيل البخاري أمير الدنيا في الحديث.
ويحيى بن معين من كبار علماء الحديث وهو متوفى سنة (٢٣٢).
يسأل أخونا عن قصة الفضل بن دُكين مع يحيى بن معين.
قصة مذكورة في تاريخ بغداد وذكرها بسنده إلى رجل اسمه أحمد بن منصور الرمادي يقول:
خرجت أنا والإمام أحمد ويحيى بن معين إلى عبد الرزاق بن همام الصنعاني -عبد الرزاق بن همام الصنعاني إمام من أئمة الحديث في اليمن من صنعاء- فأحمد بن منصور يقول خرجت أنا وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين إلى عبد الرزاق، قال: خرجت خادماً لهما، خادم لابن حنبل وابن معين.
قال فلما عدنا إلى الكوفة قال يحيى بن المعين لأحمد بن حنبل:
أريد أن اختبر أبا نُعيم -أبو نُعيم الفضل بن دُكين شيخ البخاري-.
فقال له الإمام أحمد:
لا تفعل، الرجل ثقة، -لا تفعل-.
فقال يحيى: لا بُدَّ أن أفعل، أريد أعرف منزلة فضل بن دكين، فأخذ يحيى بن معين ورقة، وكتب في الورقة ثلاثين حديثاً وهذه الأحاديث من أحاديث الفضل بن دكين، وجعل على رأس كل عشرة أحاديث حديثاً ليس من حديثه.
-كتب ثلاثين حديث والحديث الحادي عشر جعله من غير حديثه، الحديث الواحد والعشرين جعله من غير حديثه، الحديث الواحد والثلاثين أو الثلاثين جعله من غير حديثه- وجعل على رأس كل عشرة منها حديثاً ليس من حديثه، ثم جاء أحمد وابن معين إلى أبي نُعيم الفضل بن دُكين في الكوفة، فدقوا عليه الباب فخرج، فجلس على دكان طين حِذاءَ باب بيته، كان الناس يجلسون على هذه، يعني مصطبة من طين، فجلس وأخذ الفضل بن دكين أحمد -والإمام أحمد إمام رفيع، إمام عجيب- فأخذ الفضل بن دكين الإمام أحمد وجعله عن يمينه، وأخذ يحيى بن معين وجعله عن يساره.
يقول أحمد بن منصور الرمادي: جلست في أسفل الدكة في أسفل هذا المكان، فأخرج يحيى بن معين الطبق فقرأ عليه العشرة أحاديث وأبو نُعيم ساكت، ثم قرأ الحادي عشر -الحادي عشر الذي هو ليس من حديث الفضل- فقرأ عليه الحادي عشر فقال أبو نُعيم: هذا ليس من حديثي اضرب عليه.
ثم قرأ العشر الثاني وأبو نُعيم ساكت، فقرأ الحديث الثاني في العشرة الثانية قرأ الحديث الآخر، فقال أبو نعيم الفضل بن دكين:
اضرب عليه ليس من حديثي.
ثم قرأ العشر الثالث وقرأ الحديث الثالث، فتغير أبو نُعيم وانقلبت عيناه، ثم أقبل على يحيى بن معين فقال له: أما هذا وذراع أحمد بن حنبل في يده، ثم قال: أما هذا -عن الإمام أحمد- فأورع من أن يعمل مثل هذا العمل.
وأما هذا يريد أحمد بن منصور فأقلُّ من أن يفعل مثل هذا، ولكن هذا من فعلك يا فاعل، ثم أخرج رجله فرفس يحيى بن معين فرمى به من الدُكان، وقام فدخل داره.
ضربه برجله فأسقطه عن المسطبة، فقال أحمد ليحيى ألم أمّنعك من الرجل وأقل لك إنه ثبت، لا داعي لامتحانه.
الفضل بن دكين من الأئمة الكبار، فقال يحيى بن معين: والله لرفسته أحبُّ إليَّ من سفرتي هذه، هذه الرفسة أُحبها كثيراً لأني تيقنت أنَّ الرجل ثقة.
رحم الله علماءنا ورحم الله محدثينا، الذي يعمل في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كله بركة، وهذه البركة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى:
السؤال: أخ يقول: أحسن الله إليك، ما هي قصة الفضل بن دُكين مع يحيى بن معين؟
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor