السؤال:
ما توجيهكم ونصيحتكم بالنسبة لما يحدث في البلاء من الفتن.
وما الطريق الأفضل لتوعية الناس حتى يبتعدوا عن ذلك الفساد.
الجواب:
إخواني أي إنسان وأي مسلم همّه أن يكون طالب نجاة.
لا نتعجل ولا نتهور، ونبقى نسير على مهيع العلماء وطريقتهم حتى ننجو عند الله تعالى، والنجاة عند الله كما ذكر الله:
{ وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }
فتعلّم تُعلّم تصبر، ليس هذا فقط تتواصى بالحق وتتواصى بالصبر.
ما هو التواصي؟
تواصى معناه من طرفين وليس من طرف، العالِم يحتاج إن أُبتلي من يتواصى معه فيُقال له أُثبت إنك على الحق، اصبر إنك على الحق، هذه الكلمات لها أثر عظيم في نفس العالِم قبل نفس المُتعلم.
لذا قال الله وجل: “وتواصوا”.
يعني من الطرفين مفاعلة بالحق وبالصبر، الحق ثقيل ولثِقل الحق يحتاج إلى الصبر، الصبر على ثِقل الحق.
يقول عبد الله بن مسعود: الحق ثقيل لكنه هنيأ مريء، والباطل خفيف لكنه وبيء. الإمام أحمد أُبتُلي بفتنة خلق القرآن، وزجَّ به في السجن، يقول الإمام أحمد كما في تاريخ الخطيب البغدادي -تاريخ بغداد- يقول: لمّا دخلت السجن جاءني رئيس الشُطّار -رئيس اللصوص- قال لي: يا أبا عبد الله أُثبت إنك على الحق، قال: أنا رئيس الشُطّار أُبتلى واُضرب فأثبُتُ حتى أبقى رئيساً لهم، فصبرك أوّلى من صَبري أنت الآن إمام أهل السُنة.
إمام أهل السُنة ينبغي أن يصبر.
فكان الإمام أحمد يقول: والله إني وجدت لكلمته في قلبي منزلة عظيمة، منزلة كبيرة وهذه الوصية من رئيس الشُطّار.
فالإنسان حتى ينجو عند الله لابُدَّ أن يتواصى مع غيره بالحق والصبر، لو المسلمين فعلوا هذه والله لتغير حالنا، ما تُسيء لأحد، رأيت خيراً أُشكر، قل له جزاكَ الله خيراً. كثّر الله من أمثالك.
جزاكِ الله خيراً كثّر الله من أمثالِك أيتها الأم الحريصة على تربية أولادك، وعلى تحفيظ أولادك للقرآن.
أسأتِّ يا من جعلتِ بناتك لا يتقون الله ويخرجن كاشفات العورات.
فقط أحسنت، أسئت.
جزاك الله خيراً، غفر الله لك.
قل هذا لأخيك وابيك وقل هذا لجارك وقل هذا لحبيبك ولصاحبك والذي بيشتغل عندك، سواء مسؤول عنك أو أنت مسؤول عنه.
المُحسن قل له أحسنت، والمُسيئ قل له أسئت، فقط هذا الذي نريد.
ما ملّكنا الله قوة لأحد، لا على قلبه وليس لنا سلطان على أحد.
سلطانا على أولادنا، سُلطان الواحد منا على أبنائه وبناته، هذا الله عز وجل سيحاسبه، ليس لي سلطان على غيري.
غيري ليَّ سلطان اللسان، تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.
لو فقط هذا الذي نفعله ويكون هو شعارنا، شعار المسلم في نومه وراحته وشغله وعمله في دنياه وآخرته في كل حركته، الشيء الذي يقلقه والشيء الذي يُشغله أن يُقرِّب الناس إلى الله.
أسئت، أحسنت، جزاك الله خيراً، غفر الله لك.
كُن هذا حالك، وهذا أمرك، ولا تنشغل بغير هذا، هذا الشيء الذي يُشغلك والذي يُقلقك تقول لمن أحسن أحسنت ولمن أساء
أساءت.
فوالله لو أن الذي يُسيء يُقال له أسأت غفر الله لك أسأت، اسأت، لو قيل له ثلاث أربع مرات والله لتغير حاله، يا جماعة الناس كانوا يتعايشون في الدين ثم تعايشوا بالحياء.
كان بعض الناس لا يفعلون ذلك تديناُ، يفعلونه حياءً من بعضهم بعضاً.
فلنُحيي هذا الأمر، هذا الواجب علينا.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٢-جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
١٦- ١٢ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor