حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية والتهنئة بذلك.
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-
بالنسبة للاحتفال برأس السنة الميلادية والاحتفال بأعياد النصارى وتهنئة النصارى وأعيادهم فالكلام على هذا من وجوه أهمها أنه لم يثبت البتة لا عند علماء المسلمين ولا عند علماء النصارى أن ميلاد عيسى عليه السلام في خمسة وعشرين ديسمبر ، وأن هذه الاحتفالات التي تكون هي بمناسبة احتفالات أو بمناسبة ميلاد عيسى عليه السلام.
فمثلًا من الكتب الشهيرة في غير العربية وترجمت في أكثر من لغة كتاب لقسيس اسمه أرنست له كتاب اسمه نشأة النصرانية يقرر فيه أنه لا يمكن أن يكون عيسى عليه السلام قد ولد في وقت البرد .
بل الناظر في الموسوعة مثلًا البريطانية دائرة المعارف البريطانية وهي عالمية في المجلد الخامس منها كذلك يقولون أن ميلاد عيس عليه السلام لا يمكن أن يكون في هذا الوقت ولا يوجد أي دليل على ميلاد عيسى عليه السلام في الوقت الذي يحتفل فيه النصارى.
بل هنالك إشارات في إنجيل برنابا أن لما ولد عيسى عليه السلام كان الرعاة في الصحراء وكانوا يسمعون أصواتًا وفي هذا إشارة إلى أن الوقت ليس وقت ثلج ووقت برد وهذا البرد الشديد. وما لنا نذهب بعيدًا في كتاب ربنا جل في علاه بالدلالات المعتبرة عند علماء الأصول ثلاث إشارات واضحات بينات في أن ميلاد عيسى عليه السلام لا يمكن أن يكون في هذا الوقت
أولا : قول الله تعالى:(فَأَجَاۤءَهَا ٱلۡمَخَاضُ إِلَىٰ جِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ) [سورة مريم 23] .
اجاءها المخاض أي الجأها .
المرأة لما تبدأ في المخاض قبل الولادة تضعف ولا تستطيع أن تبقى قائمة ، فاجاءها المخاض إلى جذع النخلة .
المرأة في وقت البرد في وقت الشدة لما تريد أن تلد ما تذهب لجذع النخلة، تذهب لمغارة تذهب لمكان يردها عن البرد .
فإشارة واضحة جدا أنها ولدت تحت نخلة في فضاء وهذا لا يكون في وقت برد ولا يمكن للمرأة في هذا الشهر أن تلد في فضاء.
ثانيًا : قول الله عز وجل: ((وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا)) سورة مريم.
لم يكن ولم يكون في يوم من الايام أن موسم الرطب موسم شهر (12) فهو برد ، والرطب لا يمكن أن تكون في شهر (12) فمن الاشارات الواضحات بأن ميلاد عيسى عليه السلام لم يكن في أخر السنة.
ثالثا: من باب الكرامة قال الله تعالى عن مريم عليه السلام : ((قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا))
و السريا جدول الماء ، وهذا من باب الكرامات أن جعل تحتها بعد ولادتها جدول ماء ، هذا ليس من الكرامة في البرد أن يوضع تحت المرأة الحامل.
المرأة الحامل متى تحتاج إلى مثل هذا الماء؟
في وقت الحر في وقت الشدة .
فقطعًا لم يكن ميلاد عيسى عليه السلام في هذا الوقت .
علماء النصارى يقولون أن الذي ثبّت هذا من التزوير الذي دخل في دين النصارى ولم يعرف إلى قبل ثلاث مئة سنة من ميلاد عيسى عليه السلام يعني هذا ثبتوه بعد مضي ثلاث مئة سنة من ميلاد عيسى عليه السلام.
رابعًا: ما شأن دين النصارى بالعهر والفجور الذي يجري في الاحتفالات المنسوبة لعيسى عليه السلام ظلما وزورا في الفنادق والليالي الحمراء وبعض من تاب من إخواننا اسأل الله الثبات يخبرون عن إطفاء الأنوار وعن اختلاط الرجال بالنساء وعن الفواحش، هم يذهبون بنية فعل الفاحشة.
أي دين يأمر بمثل هذا ؟
مريم عليها السلام الله عز وجل قال لها قومها فيما أخبر الله عز وجل قالوا لها : ((يا أخت هارون)) وهي قطعا ليست أخت هارون ، هارون أخو موسى ومريم أم عيسى عليهما السلام وبينهما مدة طويلة .
يا أخت هارون يعني يا من كنت مثله في العفاف والطهر فكان يُضرب المثل بعفتها وطهرها أي صلة لامرأة عفيفة طاهرة كمريم عليها وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام بمثل ما يجري من فحش وفجور .
خامسا : دين النصارى دين لا يسمح بمثل هذا ولا يمكن لأي مثل أو خلق أو دين يسمح للفجور الذي يحصل .
تعلمون أخواني في الانجيل أن المرأة لا يجوز لها أن تتكلم في محضر الرجال، هذا أمر منصوص عليه في الانجيل ، وأن المرأة التي تخرج حاسرة الرأس تعاقب بأن يُحلق شعرها ، هذا منصوص في الانجيل، المرأة النصرانية التي تخرج وشعرها مكشوف كفارتها عند الله عندهم في دينهم أن تحلق شعرها ، هذا دينهم وهذا منصوص في كتبهم.
فكيف مثل هذا الدين أن يُجوز مثل هذه الاحتفالات؟
ثم أنت لما تهنئ النصارى هم ماذا يعتقدون في هذا اليوم؟ هم ماذا يعتقدون؟ يعتقدون أن الرب ولد حاشاه سبحانه عما يقول الكافرون وتعالى علوا عظيما .
فأنت لما تهنئ النصراني فكأنك ماذا تقول؟
لما تقول له مبروك العيد أو مبارك العيد ماذا تقول؟
كأنك تقول مبارك ميلاد الرب .
هل يجوز أن تهنئ رجلا لأنه شرب خمرا أو لأنه زنا أو لأنه سرق فو الله تهنئة هؤلاء بمثل هذه أهون عند الله عز وجل من أن تهنئ نصرانيا يعتقد أن الله قد ولد في هذا الوقت .
فالذين يتكلمون ويبحثون عن رُخص للجواز هؤلاء منبطحون على وجوههم هؤلاء تحت الأعاصير واعاصير الاعلام الحديثة وحرية الرأي المزعومة هؤلاء ضعاف الإيمان هؤلاء ، هؤلاء قد اختلت عندهم أصول عقائدهم .
فتهنئة النصارى بأعيادهم تهنئة باطلة زور ظلم .
انظر مثلا في كتاب الله عز وجل ((وَٱلَّذِینَ لَا یَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ))
أنظر مثلا في التفاسير الجامعة الدر المنثور لما بدأت تنبز ظهور بعض الطقوس التي فيها أعياد المجوس وأعياد النصارى والأعياد التي يفعلها أهل الأديان الباطلة وظهر هذا في العراق وعراق العرب وعراق العجم ما وراء النهر كل ما وراء النهر كان يسمى عراقا وكانت الأديان هناك أديان من المجوس فكان غير واحد من التابعين لما بدأوا يظهرون أعياد النيروز والمهرجان وهما عيدان مشهوران عند المجوس فلما بدأ بعض البقايا لما اتسعت رقعة الاسلام فبقت بقايا من المجوس بين الناس فقال غير واحد من التابعين والذين لا يشهدون الزور قالوا النيروز المهرجان وأعياد المشركين .
طبعا ليس الزور فقط هذا لكن يقينا هذا من الزور فالنص القرآني دائما عام وشامل ويشمل كل جديد يقع في الأمة مما له اعتبار لطرق معتبرة عند علماء الأصول في الاستنباط.
في طرق معتبرة وطالب العلم ينبغي أن يعرف الدلالات وكيفية التعامل مع الدلالات التي تؤخذ من النصوص .
فالزور ألف ولام مفرد محلى بالألف واللام التي هي للاستغراق وهذا يفيد العموم وهذا يشمل جميع صور الزور وأنواع الزور .
فكل شيء باطل سواء في نسبته في الدين أو سواء الدين إن حُرف هذا زور .
فتهنئة النصارى واليهود بأعيادهم حكى علماؤنا الاجماع على حرمتها ومن بين من حكى الإمام ابن القيم رحمه الله في أحكام أهل الذمة .
وما بقي من زعانف الصغار والمهزومين أن يتكلموا هؤلاء ليس لهم وزن ليست لهم قيمة عند أهل العلم لو أن الله عز وجل ما خلقهم ما أحد سمع بهم لو أن الله عز وجل ما خلقهم ما لهم أثر في دين الله جل في علاه فبعض الناس يريدون إرضاء النصارى وارضاء اليهود .
نعم النصارى أهل ذمة ولهم ما لنا ما علينا وفق الأحكام المقررة في شرع الله عز وجل ما لم يكونوا محاربين لكن ليس لنا أن نهنئهم بميلاد ربهم الذي هو ظلم وزور وكذب ودجل وهو أعظم ذنب يرتكبه العبد وهو سُبة لله جل في علاه الذي يقول إن الله له ولد ويسب الله جل في علا لأنه من الذي يحتاج للولد؟
الذي يموت.
أنت لماذا تحتاج الولد؟
الولد يحفظ اسمك ويحفظ رسمك الولد لأنك ناقص تحتاج للولد الولد لأنك لك شهوة تفرغ شهوتك في امرأة.
الرب عز وجل سبحانه وتعالى منزه عن هذا فهذا قطعًا من الزور هذا قطعا من الزور .
فبالتالي الاحتفالات بأعياد النصارى ومشاركتهم هو تكثير لسوادهم وهذا خلل في الولاء من جهة، والتهنئة ضعف بتعظيم الرب جل في علاه، الواجب الذي ينبغي يكون في قلب كل مؤمن هذا ضعف في حق المؤمن ويشير إلى ضعف الايمان وأنه ليس العبد عارفا ربه المعرفة الواجبة الحقيقية التي لا يمكن أن تقوم شبهة على أن تهنئ رجلا كافرا يزعم أن الله عز وجل له ولد وله شهوة وله زوجة وما شابه .
فالمسألة عقدية من أصول العقيدة والمسألة لا تحتاج إلى قيل وقال ولا تحتاج إلى خلاف وقد كفانا المؤنة كما قلت غير واحد من علمائنا السابقين إذ حكوا الاجماع على الحرمة.
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor