السؤال :
مكتب مُرخَص من الحكومة متخصص لنقل الطلاب إلى المدارس الحكومية، ولديه عدد من الباصات يملكها ويوجد باصات لأشخاص آخرين يملكونها ولا يُرّخص لهم نقل الطلاب من الحكومة، إلا عن طريق هذا المكتب، فينتسب أصحاب هذه الباصات إلى المكتب كي يقوم بالترخيص والتأمين الإلزامي للباصات فازداد عدد الباصات، فقامت شركة التأمين بعمل خصم على التأمين بقيمة خمسين دينار على كل باص، فهل يجوز للمكتب بأخذ هذا الخصم لنفسه دون علم أصحاب الباصات المنتسبة له؟
الجواب :
هذا يسمى عند العلماء حق معنوي. الحقوق قسمان:
حق مادي.
وهو أخذ الأُجرة مقابل أشياء معروفة.
حق معنوي.
الحق المعنوي إذا كان الرجل يكتسبه بمهارته فله الأخذ عليه، وإن كان الشرع أعطاه لصاحبه فليس له أن يأخذ عليه شيئًا.
أضرب لكم أمثله حتى تتضح الأمور .
الشرع أعطاك حق الشُفعة، فليس لك أن تبيع حق الشُفعة.
بيتك قيمته مئة ألف، فرأيت من يشتريه بمئتين ألف، فخشيت من جارك أن يأخذ حق الشُفعة، فيفوتك ربح مئة ألف، فذهبت للجار قلت له أنا جاءني شخص يريد أن يشتري البيت واترك الموضرع يتم وما في داعي لحق الشُفعة وأعطيك عشرة آلاف، فتم البيع، ولم يعطيه العشرة آلاف، فرفع عليه قضية، هل له حق أن يأخذ العشرة آلاف ؟
لا ليس له أن يأخذ العشرة آلاف. لماذا ؟
لأن حق الشُفعة من الشرع.
الشرع الذي أعطاك حق الشُفعة، والأوضح من هذا والأسلم
رجل لديه زوجتان فقالت زوجة للثانية: أُعطيك كذا وتنازلي عن هذه الليلة، هذه الليلة ليست لكِ وهي في الشرع لها، النوبة لها، لكن لغرض ما قال هذه الليلة أريدها، فليس لها أن تأخذ مالًا للتتنازل، لأن الشرع الذي أعطاه إياها وهكذا.
لماذا لا تُعلِم أصحاب الباصات؟
الخصم حقك وأنت الذي تملك ترخيص توصيل الطلاب للباصات وسبب الخصم خمسين دينار هو كثرة الباصات، ولو رَضّيت أصحاب الباصات هذا حسن، ومن كان يعمل صوابًا ليس عليه حرج، وليس واجبًا عليه أن يكتم الصواب الذي يفعله على الناس، قل له لو أنت ذهبت ترخص لم يعطوك الخمسين دينار، فأنا آخذه مقابل حق معنوي أنا الذي أملِكُهُ فالترخيص لي ومع هذا لو رضّاه بشيء من المبلغ حتى تطيب النفسُ فهذا أمرٌ حسنٌ ونافع .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٨- جمادى الآخره – ١٤٤٤هـ
٢٠ – ١ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor