السؤال:
ترضيت عن أم النبي صلى الله عليه وسلم فكيف ذلك؟
واريد تفصيل في حديث إن أبي وأباك في النار؟
الجواب:
إن أبي وأباك في النار حديث أخرجه مسلم في الصحيح وشرحه الإمام النووي شرح واضح وجلي، وقرر فيه أن من مات في ذاك الحين وأقيمت الحجة عليه ولم يُسلم فهو في النار ، وشرح الإمام النووي الحديث على ظاهره.
وقرأنا هذا الشرح في كتاب الإيمان من صحيح مسلم.
فما يقال في أبيه يقال في أمه، والتوحيد ليس فيه مجاملة .
لأجل صَحَفِيّة نغير الحكم ونترحم عليها لأنها قومية وفلسطينية وأنها تعمل لنصرة القضية الفلسطينية، فنغير احكام الله عز وجل .
الدين ليست كذلك.
قال تعالى: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰهِیمُ لِأَبِیهِ وَقَوۡمِهِۦۤ إِنَّنِی بَرَاۤءࣱ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ 26 إِلَّا ٱلَّذِی فَطَرَنِی فَإِنَّهُۥ سَیَهۡدِینِ 27 وَجَعَلَهَا كَلِمَةَۢ بَاقِیَةࣰ فِی عَقِبِهِۦ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ 28﴾ [الزخرف ٢٦-٢٨]
قال المفسرون:
جعلها كلمة باقية في عقب أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
النص صريح .
إبراهيم عليه السلام ما نفع أباه .
إبراهيم عليه السلام جعلها باقية في عقبه، فهذه الكلمة باقية وهذا الذي يقاتل عليه الكفار اليوم .
وأبسط قليلاً الكلام.
لما جاء الاستعمار وغزا ديارنا قامت حركات كثيرة وجهود كبيرة وفقد المسلمون أعيان من العلماء والصادقين ممن حارب الاستعمار رحمهم الله تعالى وحشرنا وإياكم وإياهم مع النبيين.
رسم العلاقة بين العرب والكفار مجموعة من أهل العلم، ومن أكبر الشخصيات التي رسمت العلاقة بيننا وبين الكفار عالم لا يعرفه إلا القليل منا وهو (شكيب آرسلان) من أكبر العلماء الذين كانوا يكتبون بالجرائد و كتب بالجرائد بجميع اللغات وقد ظفرت بقرابة 2000 مقالة له منشورة من سنة (1890) إلى قبيل وفاته (1945) وهو يكتب عن العلاقة بين المسلمين والكفار وبلوَّر هذه العلاقة، والكفار يندمون والآن يحاولون جاهدين أن يمسحوا الصورة التي رسمها شكيب ويعملوا على أنه نحن واليهود والنصارى اتباع إبراهيم عليه السلام وكلنا في الجنة، والعبرة عندهم بحب الله .
الله يقول: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰهِیمُ لِأَبِیهِ وَقَوۡمِهِۦۤ إِنَّنِی بَرَاۤءࣱ ﴾ هذا دلالة على أن المعتقد هو الذي يُعقد عليه سلطان الولاء والبراء وسلطان الحب والبغض، وقالوا: هم العبرة بالحب .
فاليهودي الذي يحب الله والنصراني الذي يحب الله مثلنا لا فرق بيننا وبينهم.
فغيروا موضوع المعتقد إلى موضوع الحب.
من الذي قال من السابقين أن الحب هو الذي يجمع؟
تعرفونهم ؟
ابن عربي وابن فارض.
وهذا هو سر الرواج لهذا الفكر.
لعلكم تفهمون لماذا يروج الآن لهذا الفكر؟
فيقولون العبرة في الحب.
يقول ابن الفارض في (تائيته) و أنا لا احفظ الأبيات يقول فإن صليت في كنيسة أو صليت في كنيس أو كنت يهودي أو كنت نصراني أو كنت مسلم سيان لا فرق .
هذه الصورة الآن التي يدندن عليها الإعلام والذي يشتغل عليها بكل ما أوتوا من قوة وترسم سياسات شديدة ومركزة لترويج هذه السياسة .
نحن عندنا الجنة والنار ليست بأيدينا الجنة والنار بيد الله ولا نحكم على أحد بجنة أو نار إلا إن حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فإن أخبرنا فتنشرح صدورنا لها ، وهذه المسألة لا تشغلنا ، لكن نقرر ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أعلم.
⬅ شرح صحيح مسلم.
29 – 9 – 2022 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
السؤال: ترضيت عن أم النبي صلى الله عليه وسلم فكيف ذلك؟ واريد تفصيل في حديث إن أبي وأباك في النار؟
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor