فَضْلُ العِلْمِ خيرٌ مِن فَضْلِ العبادة.
إخواني هذه المجالس من ذكر الله عز وجل، بل هي أسمى وأقرب أنواع الذكر لله جل في علاه، حتى قال بعض السلف: من جلس في بيت من بيوت الله فهو في حصن من الشيطان، ومن جلس ذاكرا فهو في حصنين، ومن جلس متفقها فهو في ثلاثة حصون من الشيطان.
فالفقه نور يبقى مع الإنسان إلى يوم الدين بخلاف الذكر وقراءة القرآن، فإنه نور يلابس الإنسان في أثناء العبادة.
ولذا فضل العلم خير من فضل العبادة.
وقد صح ذلك مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم.
ففي صحيح الترغيب و الترهيب
رقم 1740
( قال الشيخ الالباني صحيح لغيره )عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العلم خير من فضل العبادة وخير دينكم الورع رواه الطبراني في الأوسط والبزار بإسناد حسن.
وفصل في هذا الإمام النووي رحمه الله في مقدمة كتابه المجموع.
فضل العلم أن تتزود من العلم الشرعي أحب إلى الله تعالى من أن تتزود بالذكر وتلاوة القرآن والقيام والصيام وما شابه، ذلك أن المتلبس بالفقه مهما كان وضيعا فان الله تعالى يرفعه بالعلم، ارأيتم الكلب أجلكم الله فلما تعلّم الصيد ذكره ربنا وخصه بحكم في كتابه وهو كلب ولكن الكلب المعلم المذكور في كتابه سبحانه وتعالى.
هذه المجالس اجيب فيها على ثلاثة انواع من الاسئلة النوع الأول :أسئلة الدرس والنوع الثاني :اجيب على اسئلة موقع الانترنت وقد جاءتني اسئلة من بلاد عديدة فاخص بعض المجالس لإجابة على أسئلة الدرس وبعضها للإجابة على اسئلة الموقع وبعضها للإجابة على اسئلتكم أنتم يا من تحضرون هذا الدرس فاخصكم بأن احفظ اسئلتكم خاصة وان اخصها بين الحين والحين بلقاء خاص ان شاء الله تعالى.
أما موعدنا اليوم فمع أجوبة درس صحيح الإمام مسلم، وهذا الدرس ولله الحمد نفع الله به واسأل الله تعالى أن يثبتني واياكم عليه وأن يهيئ لنا الأسباب التي نتمم بها شرح صحيح الإمام مسلم وهو من الكتب المهمة، والعلم قد هجر إلا في أماكن يسيرة فاسأل الله أن يبارك فيها وأن يكثرها، لو أننا سألنا في كم مسجد يفسر كتاب الله فماذا نجيب، ولو سألنا في كم مسجد يشرح صحيح البخاري، ولو سألنا في كم مسجد يشرح صحيح مسلم.
والكتاب والسنة هما العماد وهما أصل العلوم، فإذا يسر الله لطالب العلم أن يبدأ بدايات موفقة بتأمل كتابه وباستظهار ما استطاع من آياته وبتأمل أحاديث نبيه وباتقان مهنة أو صنعة الحديث ومعرفة الصحيح من السقيم والجيد من الرديء والتفقه في ذلك بطرق الاستنباط المتبعة عند العلماء فقد حاز العلم كله، فما بعده فرع منه فما بعد الكتاب والسنة فرع من الأصل، ووجدنا كثيرا من الطلبة ولا حول ولا قوة إلا بالله ينشغلون بفروع المسائل ويدققون في بعض الجزئيات من غير رسم للكليات فيتيهون ويضيعون، فالأصل في العلم أن يطلب بترتيب وأن يبدأ بالكليات ثم بعد ذلك تأتي جزئيات المسائل وفرعيات المسائل، بعض الطلبة يحفظوا مسألة بجزئياتها هي أكبر منهم آلاف المرات فالأصل أن ينمو نموا طبيعيا، فإن تكلم في الجزئيات يبقى نموه طبيعيا يحفظ شيئا من كتاب الله يعرف شيئا من السنة يتابع قراءة كتاب الله عز وجل مع تفسيره ينظر في الصحاح وفي السنن وفي المسند في المسانيد ويرتب علمه على هذا الحال.✍️✍️
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️
↩️ تاريخ المجلس 2006/11/11
⏮️ رابط الفتوى:
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor