السؤال:
ما حكم من يخطر في باله وساوس بشكل دائم؟
ما العلاج ؟
الجواب:
لا تلتفت لهذه الوساوس وتعوذ بالله. وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم كما مر بنا في شرح كتاب الإيمان في صحيح مسلم ” لأن يكون أحدكم حمما ، أي متفحم بالنار، يقول بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم لأن يكون أحدنا حمما أحب إلينا مما يخطر في بالنا من وساوس ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ” أوجدتم ذلك حقاً؟”
قالوا بلى ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” ذلك صريح الإيمان “.
فإذا الإنسان بين الحين والحين يجد في نفسه وسواس فدفعه بالتعوذ فهذا علامة خير ، وقد فصّل في ذلك علي رضي الله تعالى عنه فقال ” أرأئتم اللص فإنه لا يطمع إلّا في البيت النفيس ” .
البيت الخرب لا يدخله اللص. فالشيطان إن وجدت أثراً لوسوسته في قلبك فاعلم أن قلبك نفيس ، فيه إيمان.
فببركة الإيمان الذي فيه ظهر أثر الوسواس ، أما من لا إيمان في قلبه أو إن كان أثر الإيمان ضعيف في قلبه فالشيطان يلعب في الإنسان ولا يظهر أثر الوسواس.
فإن وجدت وسواس استعذ بالله ، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ” لا تقوم الساعة حتى يأتي الشيطان لأحدكم فيقول له من خلق هذا؟ فيقول الله ، يقول من خلق هذا؟ فيقول الله ، فيقول أي الشيطان: من خلق الله؟ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” من وجد ذلك فاليتعوذ بالله من الشيطان وليقرأ سورة الإخلاص “.
فالوساوس كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: الإنسي إن ضعف كذب ، والجني إن ضعف وسوس.
إن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، إن ذكر الله خنس وإن نسي وسوس.
فبالذكر والتسمية عند الطعام والشراب والدخول والذهاب والإياب واستحضار المراقبة والإخلاص فهذا كله يزيل عنك إن شاء الله تعالى هذه الوساوس.
وإلا فقد شكى عثمان بن أبي العاص الوسوسة التي كان يجدها في صدره في خارج صحيح مسلم وقد قرأته عليكم في صحيح مسلم كان يجد الوسوسة في الصلاة وفي خارج الصحيح النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليه وضربه على ظهره وكان يقول للجني الذي تلبسه أخرج عدو الله إني رسول الله.
فقراءة القرآن على من يجد في نفسه الوساوس الكثيرة مفيدة ، وقد قال الله عز وجل ” ٨١ وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَاۤءࣱ وَرَحۡمَةࣱ لِّلۡمُؤۡمِنِینَ وَلَا یَزِیدُ ٱلظَّـٰلِمِینَ إِلَّا خَسَارࣰا ٨٢”
قال بعض السلف هذه الآية خطيرة ، اسمعوا ما يقول بعض السلف قال بعض السلف ما جلس أحد مع القرآن وقام سالماً ، فإما له وإما عليه ، بعض الناس والعياذ بالله تقرأ عليه القرآن يزداد ويزداد مرضاً ،( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )، فهو شفاء ورحمة للمؤمنين، شفاء للأرواح وشفاء للأبدان ، (ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) ، فالقرآن يحتاج إلى محل طاهر يستقبل العلاج ، البدن حتى يستفيد من الدواء يحتاج أن يكون فيه خاصية قبول الدواء ، وكذلك المؤمن لذا قال للمؤمنين لأنه عندهم خاصية القبول أما من لا خاصية عنده في هذا القبول (ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) ، ولا يلزم من الظالمين أن يكونو كفاراً ، لا يلزم من الظالمين أن يكون كفاراً ، وإن كان الكفار هم رأس الظالمين.✍️✍️
↩️ رابط الفتوى:
⏮️ التاريخ:
4 ذو القعدة / 1427 هجري
25 / 11 / 2006 ميلادي
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor