السؤال:
هل ذهبت الكتب التي جمعها مسلم وانتقى منها الصحيح؟
الجواب:
ذهبت، ذهبت مع ما ذهب من الكتب.
مرت بنا فترة الغرب أحرص على الكتب منا، حدثني رجل شيبة توفي قبل خمسة عشر عاما كان يسكن حوران في أطراف الشام قريبة من الأردن، قال: كنت صغيرا يعني صار على الحادثة قرابة مئة وسبعين سنة، قال: كنت صغيرا أمشي مع والدي ونحفر القبور ونبحث عن ذهب وفتحنا مقبرة في حوران – حوران بلد الإمام النووي – فتحنا قبورا فوجدناها مليئة بالمخطوطات – الكتب القديمة – قال: فغضبنا أصبحنا نرميها ونقول نريد ذَهبْ ما نريد كتب وكنا نمزقها، الشيخ طاهر الجزائري كان في ضيافة عالم من علماء ريف دمشق فبعد أن تغدى عنده ذهب للمسجد فصلى العصر ويقول الشيخ طاهر الجزائري فذهبت فوجدت حمال يحمل في خرج الدابة ففحصت خرج الدابة ووجدتها كلها مخطوطات بالخرج يمين وشمال حامل مخطوطات فانتظرت حتى جاء قال: إيش هذه قال: هذه كتب قال: من أين أتيت بها قال: أحفر القبور وأبحث في الأماكن الخربة وأجمعها قال: أين تذهب بها قال أذهب بها للحمام حتى يسخن ماء النار – الحمامات العامة – قال: تصنع هذا من زمان قال: هذه مهنتي ومهنة أبوي وجدي قال: متى أخر مرة بعت قبل هذه الحملة قال: أمس قال: وين بعت قال: بعت الحمام الفلاني قال: بكم بعته قال: بعته بكذا قال: أعطيك أربعة أضعاف هذه أترك لي إياها أنا أشتريها منك لكن الذي بعته أمس احضره لي وأعطيك أربعة أضعاف قال: فأتاني بها فنظرت كتب مخطوطات مهمة ،ثم الشيخ طاهر الجزائري جمع علماء دمشق وأخبرهم قال: فقرر العلماء أن يوظفوا دلالين يسيرون في القرى ويسألون عن الكتب العتيقة مين عنده كتاب عتيق مين عنده كتب يبيعها قال: فكوَّنا المكتبة الظاهرية التي هي اليوم من أغنى مكتبات العالم يعني ميزانية الدولة التي فيها المكتبة الظاهرية يعني أقوى ميزانية في العالم إذا حسبت الكتب المخطوطة فجمعناها من أيدي الناس، ولما كنت في طشقند زرت الجامعة فدخلت مكتبتها ورأيت المخطوطات في مكتبة طشقند في أوزبكستان، قالوا عندنا الآن برنامج متلفز نقول للناس اللي عنده مخطوطات يأتينا بها للجامعة ونكافئه بمبلغ كذا وكذا فنظرت في الصالة فوجدت كذا ألف مخطوط أُخذ من أيدي الناس أُخذ من أيدي الناس، بعض أخواني كان يعمل في أذربيجان أتاني بكرتونين كبار مخطوطات وقال: كنت أعطي أهل أذربيجان مصحف ويأتوني مخطوط هذا المخطوط الذي ورثناه عن الاباء والأجداد فأتاني بما يزيد عن مئتي مخطوط جمعها بين يدي الناس، فالكتب ضاعت! ومن لطيف كلام شيخنا أبو أويس محمد الأمين بوخبزة التطواني مغربي سُئل مرة هل الكفار الغرب سيسألهم ربنا تعالى عن المخطوطات التي أخذوها من بلاد المسلمين؟ فكان جوابه طريفا فقال: رحمه الله قال نعم سيسألهم الله تعالى عن المخطوطات التي أبقوها ولم يأخذوها لأنهم أخذوها وحافظوا عليها وأما المخطوطات التي بقيت بين أيدي المسلمين أتلفوها فالله يحاسبهم على المخطوطات التي تركوها، فالكتب المخطوطة كثيرة وكثيرة وكثيرة وبهذه المناسبة ولعلها تصل هذه الكلمة إلى آذان بعض المعتنين بالمخطوطات أعتقد جزما من غير تردد أن كثيرا من المخطوطات موجودة الآن في مكتبات كثيرة في أوروبا وهي غير مُدرجة في الفهرس لأن الشراء ما زال للآن الشراء ما زال للآن وبقدرة قادر المخطوطات تنتقل، المخطوطات التي كانت في قصر صدام حسين وهي المصاحف التي كان يقرأ بها خلفاء بني عباس بقدرة قادر أصبحت هذه المخطوطات على نفاستها هي الآن موجودة في المكتبة العبرية في تل أبيب! كيف نُقلت إلى المكتبة العبرية في تل أبيب لا تدري، يوجد نسخة من شرح صحيح مسلم وأرجو الله أن ييسر الحصول عليها للقسطلاني من شرح صحيح مسلم سماها “المُعْلم بشرح صحيح مسلم” وهي موجودة في المكتبة العبرية وهذا المخطوط للقسطلاني وصاحب إرشاد الساري، و إرشاد الساري طُبع قبل فتح الباري وفيه من الفوائد ما الله به عليم وشرحه على صحيح مسلم من الشروح النادرة العجيبة وجدت في أمريكا قطعة منها ولكني لم أجدها كاملة إلا فيما نُمي إليًّ أنها موجودة بل أنا متأكد أنها موجودة في المكتبة العبرية، المخطوطات كثيرة وجاءني بعض العوام يقول لي ترك لي أجدادي من الخليل قال: ترك لي أجدادي من المخطوطات الكثيرة ووصفها وصفا بديعا ووعدني بالزيارة ولم أره بعدها.✍️✍️
⬅ شرح صحيح مسلم
2024/10/31
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان.