السؤال:
تكلمت في السنة الماضية عن المخطوطات المسروقة من بلاد المسلمين، هل يصح سرقت هذه المخطوطات من مكاتب الكفار؟
الجواب:
الكفار حريصون على المخطوطات الإسلامية أشد من حرصهم على ملوكهم، فهذا السؤال هذا في الخيال، أن تسرق مخطوط عند الغرب! هذا من الخيال.
كنت أبحث عن مخطوط للدميري، وبلغني أن نسخة في إيطاليا من حياة الحيوان الكبرى للدميري، فجاءني أخ تاجر أقمشة، فقال لي نسافر إلى إيطاليا فهل لك حاجة؟ قلت لي حاجات، نسخة الإمام مسلم من شرح النووي قالوا هي في إيطاليا بخطه، فحصلناها فوجدناها نسخة منقولة من خطه فليست هي بخطه يعني هذا الكلام ليس بصحيح، قلت أريد نسخة الدميري، والأخ محب جزاه الله خيرا و بذل ما استطاع من جهد، قال دخلت الصالة الأولى ثم الصالة الثانية ثم الثالثة ثم كأني داخل على ملك أهل الأرض، ثم أدخلوني في غرفة مبردة تبريد جاف حتى لا يؤثر على الورق، كل نوع من أنواع الورق له طريقة في الحفظ، فيضعون ما يناسب الورق، ما يناسب الورق هذا الورق وهذا النوع من الورق يحفظونه بطريقة، فطرق حفظ المخطوطات تختلف، وأهل الغرب عندهم من هو متخصص بحبر القرن الأول وحبر القرن الثاني وحبر القرن الثالث وحبر القرن الرابع، وكذلك الورق ورق القرن الأول وورق القرن الثاني وكيف يميزون الورق، وقع خلاف قبل فترة في مصحف موجود في بريطانيا في لندن أن ورق هذا المصحف كان في عصر الصحابة أم في عصر التابعين، فلما يُحدد عمر هذا المخطوط يمر على مجموعة من الباحثين، متخصصين في الأحبار ومتخصصين في الأوراق و متخصصين في رسم الخط إلى آخره، ويقررون، فالشاهد المخطوطات اليوم كلها محوسبة، وأي مخطوطة تسطيع أن تعرفه من خلال مصورته في المكتبات، لما زرت أوزبكستان من قريب، طلبت مجموعة من المخطوطات، فكانوا يأتوني بالمخطوطات الأصليه، كانوا يأتوني بالمخطوطات الأصليه.
وأعجب ما سمعت من الشيخ شعيب الأرناؤوط رحمه الله، يقول لما بدأنا نشتغل في جمع الأصول هو والشيخ عبد القادر الأرناؤوط في تحقيق جامع الأصول لابن الأثير، قال فاحتجنا لمخطوطات في بعض البلاد الأوروبية، وكان المخطوط إذا وجد في بعض البلاد الأوروبية من الصعوب بمكان أن تحصله، قال فالعجيب أنهم أرسلوا المخطوطات الأصلية، وقالوا لنا بعد أن تفرغوا منها أرجوعها إلينا، فموضوع سرقة المخطوطات من ديار الغرب هذا حلم هذا مش ممكن أبدا.
حدثني بعض مشايخنا وهو من كبار أهل العلم، يقول زرت مكتبة ليدن في هولندا، (وزرتها أنا والشيخ علي الحلبي رحمه الله هذه المكتبة)، وفي المكتبة نسختين لابن تيمية بخط جده بخط الشيخ محمد بن عبدالوهاب، قال فزرتهم فطلبت النسختين، قال فجاءتني موظفة واضعه المخطوطتين على عربة، قال فمددت يدي حتى أنظر فضربت يدي، قالت فتح المخطوط له عندنا طريقة ما تمسها يد وإنما تُفتح بملاقط وهكذا تبقى في الحفظ والصون، ففكرة سرقة المخطوطات مستحيلة.✍️✍️
⬅ شرح صحيح مسلم
2024/11/21
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان.