http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/12/س3.mp3*السؤال الثالث: في أكثر من مرة ذكرتَ أن قراءة القرآن قراءة سُننيَّة، فما المقصود بذلك؟*
الجواب: المقصود أن هنالك قواعد لله في الكون، وقواعد لله في التغيير، قواعد لله في نهوض المجتمعات، قواعد لله في موت المجتمعات، والله عز وجل أخبرنا في كتابه بهذه القواعد.
فلَمَّا تقرأ ينبغي أن تكون صاحب بصيرة، وتقرأ قراءة سننية، فقارئ القرآن وفاهم القرآن، وحافظ القرآن مستحضر لسنن الله في الكون، وهو صاحب بصيرة، لا يَنتظر النصر في وقت الهزيمة، ولا ينتظر الهزيمة في وقت النصر.
لماذا صاحب بصيرة؟
الجواب: مأخوذة من القراءة السُّنَنِيَّة.
الله يقول: { إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ …} [محمد : 7]، ما ننتظر نصر في مجتمع ما نصر الله، { يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد : 7].
وذكرتُ لكم مرات وكَرات، بعض الخطباء -غفر الله له ورحمه الله- كان يقول في وقت هزيمة:
فلان سيُنصَر، عندي أربعين دليلا من القرآن على نصرته، قرأ الأربعين دليلا قراءة معكوسة، وليس قراءة صحيحة.
صاحب القرآن الذي يقرأ القرآن قراءة سُننيَّة ليس بصاحب هوى، يسير سيراً في فهمه وفي تصوُّراته منسجماً مع الشمس والقمر والأرض والكون كله، لا يضاد ( أي لا يتجه اتجاه آخر)، يفقه عن الله عز وجل مراده.
شيخ الإسلام ابن تيمية لَما جاء التتار تركهم، ثم لَما رأى الناس قد تغيروا وتحسَّنَت أوضاعهم؛ ذهب بنفسه لِيُقاتِلهم.
فيقول ابن كثير -وياليتكم تقرؤون كتاب ابن كثير في البداية والنهاية- : كنت معه في شُقحُب، قال: فكان يقسم بالله أيمانا مغلظة أننا منصورون.
قال ابن كثير: فقلت له: استثنِ (أي قل ان شاء الله).
فكان يقول: إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً.
يرى النصر كما نرى نحن هذا العمود.
وقد ترى الهزيمة كما ترى أمامك هذا العمود.
الذي يقرأ القرآن هكذا، يرى الأشياء عنده قراءة سننية صحيحة، يرى الأشياء العقلية الذهنية يراها كما ترى الأشياء كما رأى النبي عليه السلام الفتن قال::«إني أرى الفتن تتخلل من بيوتكم كما كما يتخللها القطر».
كيف أنت ترى الماء من السماء، المطر نازل على البيوت؟
النبي عيه السلام رأى الفتن كذلك مثل ما يتخللها القطر.
هذه القراءة السُّنَنِيَّة، القراءة السننية المأخوذة من النصوص، التي فيها العصمة، المأخوذة من كتاب الله، ومن صحيح سنن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
القراءة السننية هذه لما ابتعد عنها المسلمون للاسف أصبحوا كما -يقولون-: يضربون أخماس في أسداس، وأصبحوا ينتظرون نصراً في وقت هزيمة، وأصبحوا لا يُحسِنون معرفة الكليات، وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
20 ربيع الأول 1439 هجري
8 – 12 – 2017 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatawa/1757/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor