http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/03/AUD-20170318-WA0017.mp3الجواب: ما إلتزامها ؟ طبعا كلمة ملتزمة وأنا ملتزم والسؤال الذي يجري على ألسنة الأخوة عبارة لا نعرف لها وجود في الشريعة ،يعني كلمة ملتزمة ما أعرف لها وجود في الشريعة ،الحديث:[ إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه] تكون امرأة متبرجة تأتي وتسألك: هل يجوز أن أتزوج مدخن؟
طيب أنت متبرجة من يناسبك؟
وأحيانا بعض الناس يلجأ للشرع بالهوى هو يريدها يقول لك: فلان مدخن لا تقبليه ،هو يريد أن يزوج على قبول لغرض شخصي ليس لغرض شرعي، أو للانتقام ممن يطلبوها ،هذه كلها محاذير ينبغي للعاقل أن يفهمها، فامرأة من تقدم لها وفيه عيب الواجب البيان ،ويحرم الكتمان ،إذا كان الواجب البيان في السلعة ،فما بالك بالزواج؟…ثم بعد ذلك المرأة تقدر وفرق بين امرأة وامرأة يعني امرأة تتزوج مدخن وهي كبيرة في السن تخاف على نفسها من الفتنة وهي ليست جميلة ولا مطموع فيها وسنها كبير يكاد أن يفوتها القطار ،تتزوج مدخن ولا تتعرض للفتنه ،
امرأة شابة بنت شابة جميلة يطمع فيها وبعد سنها صغير وذات دين نقول لها تخيري، واطلبي أحسن الموجود، أحسن ما يمكن أن يحصًل ،اطلبي رجل صاحب ديانة ،فإطلاق الجواب هكذا بإطلاق وجعل العيب المغمور أمام حسنات كثيرة سببا للرد، ويفوت مصلحة أعظم هذا ليس بالفقه،فالمرأة التي تخاف على نفسها من فتنه عظيمة وترده من أجل الدخان ،والعياذ بالله قد تقع في الزنا إن لم يسترها فلان ،المسألة مسألة مصالح ومفاسد ،فنحقق غالب المصالح ،فالشرع جاء لتحقيق المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها، الشرع جاء لتحقيق المصالح ،وخذ عني هذه الفائدة والإنسان يقولها بعد تجربة وفهم للحياة وكان حالنا في البدايات ليس كحالنا في النهايات فكنا نطمع أن تكون المصالح خالصة والآن أقول: أكاد لا أجد المصلحة الخالصة، ولكننا في جُلِ شؤون حياتنا نحتاج للمصالح الغالبة، وليست المصالح الخالصة ،وأعجبني جدا تعليق للعلامة الشاطبي نقله عن ابن العربي المالكي في عارضة الأحوذي لما ذكر موضوع دخول الحمامات، ابن العربي المالكي يقول: هل يجوز للرجل في زماننا أن يدخل الحمامات العامة؟
فالناس كانوا يغتسلون في أماكن عامة، حمامات عامة ،قال: من دخل يرى الناس في تهتك ويرى العورات، فبعد كلام يقول ابن العربي : يجوز أن يدخل الإنسان على الحمامات العامة ويغض بصره ويأمر إذا استطاع أن يأمر ،وينهى إن رأى منكرا…الخ. الشاطبي ينقل كلامه فيقول: أخشى أن يأتي يوم من الأيام فتصبح مجتمعات المسلمين مثل حمامات ابن العربي، كل المجتمع يصبح مثل حمامات ابن العربي ،يعني الآن وأنت تحضر إلى المسجد وأنت ذاهب لصلاة الجمعة تجد امرأة متبرجة في الطريق ،رؤيتك للمتبرجة في الطريق مثل الدخان لخاطب هذه المرأة، فواحد يقول لا أريد أن أصلي الجمعة في الجامع حتى لا أرى متبرجات ،درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ،فهل هذا شرع؟ هل هذا فهم؟ فالواحد يفتي والله الدخان حرام نعم حرام والمدخن فاسق أوافق أنا هذا لكن إسقاطه وقول أن المدخن بإطلاق لا يعطى …وامرأة ممكن عندها من العيوب أشد من الدخان في الرجل ،ويرد لأنه مدخن ، المسألة تحتاج إلى عدل ،والمسألة تحتاج إلى موازنة بين الحسنات والسيئات وأن نحصل المصالح الغالبة وأن ندرأ المفاسد المطلوبة، امرأة ذات دين حريصة على التزامها بعيدة عن الإصرارعلى الصغائر بعيدة عن الكبائر فهذه ما ينبغي أن يكون زوجها إلا صاحب ديانة مثلها وليس عنده مخالفات .
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 1 – 22 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍