الجواب:
باب مهم من أبواب العلم؛ الدلالات إذا تزاحمت في محل واحد أحيانا قد يحصل تعارض..
مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا
منطوق النص ماذا يفيد؟..
إستنكار البعث..
هل فيه تعرض لعذاب القبر؟!..
ما فيه تعرض لعذاب القبر!!..
فأنت يا من تقول أن الآية دلت بالقرآن على نكران عذاب القبر، بأي الدلالات دلت؟!..
الآية منطوقها ليست في عذاب القبر..
وإذا وجد إشارة بعيدة أنت تخيلتها من الآية في إنكار عذاب القبر، فمنطوق الأحاديث المتواترة الكثيرة الصريحة التي في الصحيحين وفي دواوين السنة تثبت عذاب القبر ، ولا يوجد عالم معتبر يأخذ الدلالات الخفية البعيدة فيعارض بها منطوق النصوص الصريحة ، وفي مثل هذا كثير..
فكل من استدل بنص – بأي دلالة من الدلالات – تخالف المنطوق فالاستدلال خطأ..
لأن الله يقول:
{قل ولَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}
كلامنا نحن البشر فيه خلاف..
لذا العلماء يقولون لازم قول العالم ليس بلازم.. لازم المذهب ليس بمذهب..
لماذا؟..
لأن الباطل يأتي الكلام، ونحن نتكلم..
وقد يتوهم بعض السامعين – وأنت تقرر حكما – شيئا أنت ما خطر في بالك يا من تتكلم..
فلازم قولي ولازم مذهبي ليس بمذهب لكن النصوص الشرعية كل لوازمها حق،{لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ..} فكل دلالة خفية بعيدة إذا توهمتَ أنها تفيد شيئا والمنطوق في النصوص الأخرى يخالفها فهذه الدلالة في الأصل خطأ ، و لو أنك دققت وفهمت مراد الشرع الصحيح فستجد أن العيب فيك وليست في هذه الدلالة، ومع هذا العلماء تنزلا حتى يضبطوا الأحكام يقولون الدلالات منها :
المنطوق ومنها المفهوم؛ و المنطوق أقسام ، وهذه الأقسام يختلف في مذاهب العلماء ترتيبها، ومع وجود المذاهب في ترتيبها هنالك اتفاق على أن المنطوق لا يقدم عليه شيء..
فالإستدلال بهذه الآية على بطلان عذاب القبر باطل ولا يوجد له أي وجه من الوجوه المعتبرة ، والله تعالى أعلم .
فتاوى الجمعة : 13 / 5 / 2016
↩رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/41/
◀خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ