? هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة ؟
? هل الخلاف معهم فقط في باب الأسماء والصفات ؟
⏪ من زعم أن الأشاعرة يطابق مذهبهم مذهب أهل السنة والجماعة في غير الأسماء والصفات فهذا مُخطئ .
↩ ففي باب القدر الأشاعرة غير أهل السنة .
↩ وفي باب النبوات الأشاعرة غير أهل السنة .
⬅ الأشاعرة كانوا متأثرين تأثيراً سلبياً بالمُعتزلة .
⏪ فالتحسين والتقبيح عند الأشاعرة إنما هو شرعي محض ، وعند المُعتزلة عقلي محض .
⬅ جوز الأشاعرة أن يبعث الله من كان دعياً ، وأن يجري الله المعجزة على من كان ضالاً ، وقالوا : الله يفعل ما يشاء .
⏮ أئمة أهل السنة ، وعلى رأسهم شيخ الإسلام أبن تيمية وأبن القيم خلصوا الخيرَ من هاذين القولين ، وقالوا : الحُكم للشرع ، والعقلِ يكشف عن الخير والشر ، فحكم الله في شرعه أنه لا يبعث إلا خير خلقه ، وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة .
⏮ العقل يميز بين العذرة والخُبز ، فالأشاعرة في مذهبهم بناءً على التحسين والتقبيح يخالفون مذهب أهل السُنة والجماعة في مبحث النبوات .
↩ فالفرق كبير بين مذهب أهل السنة والجماعة ومذهب الأشاعرة .
# أما هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة ؟
↩ فأقول للسائل : إن أردت هل هم كفار أم لا ، فأقول لك : ليس هم بكفار ، ولكنهم ضُلال ، ولذا بعضُ أهل العلم يقول : من قصدَ أنهم من أهل السُنة والجماعة بالمعنى العام ، بمعنى أنهم من أهل القبلة فهم منهم ، وأما من أراد أنهم من أهل السُنة والجماعة بالمفهوم الخاص ، بمعنى أنهم أهل سُنة وليسوا بأهل بدعة ، وأهل جماعة وليسوا بأهل فُرقة ، فهم ليسوا من أهل السُنة والجماعة بالمفهوم الخاص ، وهُم خيرٌ من غيرهم ، ولذا قال شيخ الإسلام أبن تيمية في منهاج السُنة النبوية بعد بحثٍ طويل ، قال رحمه الله تعالى :
الأشاعرةُ في ديار الرافضةِ أهلُ سُنة .
? أما من زعم أن الفرق بيننا وبين الأشاعرة فقط في موضوع تأويل الصفات فهذا مُخطئ خطاءً شنيعاً ، لكن ينبغي أن يُعلم أن الأشاعرة مروا في أطوار ، وعلى طالب العلم أن يعرف هذه الأطوار ، فالأشاعرة لهم أئمة ، والأشاعرة المشارقة غير الأشاعرة المغاربة ، وأشاعرة الشافعية غير أشاعرة المالكية ، وأشاعرة الشافعية وقع بينهم وبين الحنابلة وبين أهل السُنة مُطاحنات ، ويقول شيخ الإسلام أبن تيمية في المجلد الرابع صفحة واحد وعشرين من مجموع الفتاوى :
↩ وما زال أهل السُنة والأشاعرة فرقةً واحدة ، فاختلفوا بعد فتنة أبن القُشيري ، ومُراده بهذا الكلام أن الأشاعرة السابقين كأمثال البيهقي ومن كان يُسند من السابقين خطئهم قليل ومُغتفر ، وإنما كان الخلل عندهم في تأويل صفات الفعل لله عز وجل ، وليسَ في صفاتِ الذاتِ ، فهذا خطأ وقع به بعض الشُراحِ ممن هُم من أهل السُنة كالخطابي مثلاَ ، وغيره ِ ممن ذكرهم الإمام الذهبي في كتابه العلو للعلي العظيم لما سردَ قول أئمةِ أهل السُنة في أن الله عليٌ على خلقه ، فذكرَ أقوال أقوامٍ مدحهم بإثباتهم العلو لله عز وجل مع أنهم وقعوا في تأويل بعض الصفات الفعلية لله سبحانه وتعالى .
✔ الأشاعرة كُلما تأخروا أصابهم الكدر ، وأصابهم الضلال ، وأصابتهم البدعة ، وكلما تقدموا كان حالهم أحسن والله تعالى اعلم .
↩ لذا أهل السُنة ميزتهم عن غيرهم من سائر المذاهب ، أنهم ثابتون ، أهل ثبات ، فأينما شرقتَ أو غربت ، تقدمت أو تأخرت ، ونظرت في تقريرات عُلماء أهل السُنة في العقيدة فإنما تقريراتهم واحدة ، وليست بمتعددة ، والله تعالى أعلم .
الجمعة 25 / 3 / 2016