الرد على المعتزلي عدنان إبراهيم الغزي لفضيلة الشيخ العلامة المحقق مشهور بن حسن آل…

* الجواب :
بلغني أن بعض إخواننا كتب كتاباً مؤلفاً في الرد عليه، وقد وفُّقَ فيه ولله الحمد والمنة.
-إعلم علمني الله وإياك-؛ أنه لا يوجد خيرٌ أو شرٌ، وليس له أصول وجذور عند السابقين..
فأهل الخير؛ في هذا الزمان وفي كل زمان، لهم أصول موصولة بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، والصحابة، والتابعين..
وأهل الشر؛ ما أحد يأتي بشر جديد، الوسائل هي الجديدة -يعني- : المايكروفون، والفضائيات، والتسجيلات، والإسطوانات.. !!
هذه الوسائل جديدة، لكن المادة -أصل المادة- : أن لا يوجد شر ليس له ماضٍ، ولا يوجد خير ليس له ماضٍ..
هذا الرجل لم أسمع به! وقالوا كأنه غزي من غزة، مقيم في أستراليا، كأني سمعت من بعض إخواننا هذا.. !!
وأنا أريح نفسي، وقلبي، وعقلي، ووقتي، وأعصابي؛ من شر الإتصالات الحديثة، وإخواني
-جزاهم الله خير- يصورون، ويبثون، فهذه مشاركتي فيما يسمى بـالنت.. إلى آخره..
وأنا أقول لإخواني: لما كنّا طلاب صغار في الإبتدائية، أدركنا هذا، كنّا نرى الشتائم، والسب، والعبارات القبيحة وغير المليحة، -الله يعزكم- على أبواب المراحيض!، كنّا نرى هذا، وكلنا نعيش -تقريباً- في بيئة واحدة.. !!!
المرحاض اليوم الذي يكتب عليه، بدل المرحاض الذي كان يكتب عليه -قديماً-، -اليوم- هو الذي يسمى بـالنت، هذا شبيه بالمرحاض -سابقاً-، والنت يحرم شرعاً أخذ العلم منه، إلا من رجل موثوق.. !!
قال : والله الحديث من صححه.. ؟؟
قال : صححه النت، وضعفه النت.. !! -أهلاً وسهلاً- بـالنت.. !!
أخذت الحديث، وصححه النت، وضعفه النت، مين النت.. ؟؟!!
ما ندري مين النت.. !!
هذا حرام شرعاً؛ أخذ الفتوى عن النت حرام شرعاً؛ هذا فيه ما هب وما دب، وما درج وعرج، الكل يشارك.. !!
والنبي أخبرنا في -آخر الزمان-: ” إعجاب كل ذي رأي برأيه “.
وإعجاب كل ذي رأي برأيه يظهر -الآن- في النت.. !!
شرعاً؛ لا يجوز لك أن تأخذ الأحكام، ولا يجوز لك أن تشاهد هؤلاء الضُلّال، -هذا النت بهذا الوصف المذكور-.. !!
هذا.. هل أتى بشر جديد.. ؟؟!!
ما أتى بشر جديد، هذه الأصول التي ذكرها الأخ: التشكيك في الصحابة، والتشكيك في الأحاديث، وإعمال العقل، وترك النقل، هذه أصول من إخواني.. ؟؟
أصول معتزلة.. !!
الخوارج؛ التكفير.. !!
هذه -أصول المعتزلة- !!
دين المعتزلة على ماذا يقوم.. ؟؟!!
تقديم العقل على النقل!؛ دينهم كله قائم على تقديم العقل على النقل!، هذه -أصول المعتزلة- !!
فبكل سهولة؛ واحد يدعو إلى الإعتزال ماذا نقول عنه.. ؟؟
ضال، مضل، مبتدع، وارتحنا وخلاص.. !!
ولكن.. أنا أدعو إخواني الذين يضيعون أوقاتهم على النت، ويسمعون لمثل هذا الرجل، لماذا تنشغلون به.. ؟؟
ألا تعرفون أئمة -أهل السنة- ؟؟
لماذا لا تسمعون لأئمة -أهل السنة- ؟؟
لماذا توجعون عقولكم، وتوجعون قلوبكم، وتملأون أوقاتكم بشر.. ؟؟!!
والله يا إخوة بعض الشبه تلقى، العالم حتى يفنّدها يحتاج إلى ساعات من البحث.. !!
فكيف لما ترد الشبهات؛ شبهة وراء شبهة، شبهة وراء شبهة، على قلب العبد في هذه الحياة.. ؟؟!!
هذه الشبه لها أثر، ولا بد أن يظهر لها أثر، ولو في سكرات الموت.. !!!
يقول الإمام -ابن القيم-: “نصحني شيخي -ابن تيمية رحمه الله- فقال لي: يا بني؛ إجعل قلبك كالمرآة، ولا تجعله كالإسفنجة؛ فإن المرآة إن وقعت عليها الشبهة، عكستها، وإن الإسفنجة إن وقعت عليها الشبهة، مصتها، ولا بد أن يظهر أثرها ولو على فراش الموت”!.
أن يلقى العبد؛ أن يلقى الله، وهو يبغض أصحاب رسول الله، -أعوذ بالله- ما أقبح هذا العبد.. !! وما أسوأه.. !!
أن تلقى الله، وأنت تبغض أحباب الله -عز وجل-، وأنت تبغض من ناصر النبي -صلى الله عليه وسلم- !!
يا جماعة معاوية النبي ناسبه؛ النبي أخذ أخت معاوية، طيب لو كان معاوية قبيح، أو كان معاوية رديئ، أو كان معاوية سيء، -يعني- ما أريد النبي أن يناسب إلا السيئين.. ؟؟!!
الناس ليس لهم عقول.. ؟؟!!
إذا كان بعض أئمة -أهل السنة- يقول عن معاوية: هو خال المؤمنين.
يا من تطعن في معاوية، أنت تطعن في خالِك، لماذا خالنا معاوية.. ؟؟
لأن أخته أمنا؛ فهو خالنا..
ولذا كان بعض الأئمة؛ -كابن المبارك- يقول: إن الغبار الذي دخل في أنف دابة معاوية؛ خير من ملئ الأرض من أمثال عمر بن عبدالعزيز.. !!
لأن -أهل البدع- يطعنون في معاوية فيقولون: عن عمر بن عبدالعزيز -الخليفة الراشد الخامس-، الذي يقول عن عمر بن عبدالعزيز- : الخليفة الراشد الخامس- ماذا يريد.. ؟؟!!
يريد الطعن في (معاوية).. !!
هو بعض الخلق لما يريد يطعن يمدح من يقابل، باعثه في المدح الطعن.. !!
فمن يقول عن عمر بن عبدالعزيز، وهو من الصالحين، وهو من أهل العدل، وممن نحبه، وأسأل الله أن يحشرنا وإياكم معه، مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.
لكن.. أين -التابعي- من الصحابي.. ؟؟!!
العلماء يقولون: ؛الصحابي- الذين رأوا وجه محمد، وهو صبي رضيع، ولم يتميز شيئاً، قال: رؤية النبي -وجه النبي-، لها ميزة خاصة، ولها أثر في داخل العبد، ويُرفع العبد بها رفعةً ما يناله أحد البتتة.
-يعني-: الصغير الذي رأى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وما سمع منه، وما أتى ألا شيئاً، هذا له منزلة..
هذا علماؤنا يقولون عنه ماذا.. ؟؟!!
يقولون: هو صحابي -من حيث الرؤية-، تابعي -من حيث الرواية-، وروايته نعامله معاملة التابعين، -ومن حيث الرؤية- نعامله معاملة الصحابة.. !
هذه الرؤية لها أثر على صلاح العبد، هذه الرؤية لها أثر على باطن العبد.. !!
فكيف بمن ناسب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ودخل عليه، ودخل النبي عليه، وو..
إلى آخره.. ؟؟!!
فهؤلاء الذين يطعنون في هؤلاء لا يتقون الله؛ يشككون الأمة في ثوابتها، وبدلاً من أن نحافظ على ثوابتنا ونمضي لنخدم ديننا ونشره، أصبحنا -للأسف- نقف، ونرجع إلى الوراء، ونرجع، ونحتاج إلى أن نبقى نرد على هؤلاء الذين يشككون -للأسف- في ثوابت الأمة (*).
————–
(*) هذه المادة عبارة عن تفريغ نصي لفتوى ألقاها شيخنا العلامة مشهور بن حسن -حفظه الله- بتاريخ ( 17 – 10 – 2014م ).