السؤال التاسع عشر حكم قول العوام لعبارة الله ما شافوه لكن بالعقل عرفوه

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/AUD-20171122-WA0065.mp3الجواب:
هل العقل يعرف الله؟
وله في كل شيء آية تدل على أنه واحد، قال تعالى:
((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ))(53) فصلت .
أما العقل فلا يستطيع أن يعرف الله، أعني :ماهية الله.
ملحد التقى بالإمام أبي حنيفة، وكانا جالسين على شاطئ دجلة، فالملحد يريد من أبي حنيفة أن يُعرفه بذات الله وماهية الله،
وورد في حديث فيه ضعف من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، فأخرجه ابن أبي حاتم في “تفسيره” (12111) ، والطبراني في “المعجم الأوسط” (6319) ، وأبو الشيخ في “العظمة” (1/210) ، واللالكائي في “شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة” (927) ، والبيهقي في “شعب الإيمان” (458).
ولكنه صحّ عن جمع من السلف من الصحابة والتابعين: “لا تتفكروا في ذات الله، وتفكروا في آلاء الله.
وينظر للفائدة: “السلسلة الصحيحة” (1788)، فتفكروا في نعم الله عليكم.
ففهم أبو حنيفة أن علّة إلحاده أنه يريد أن يحيط بربه بعقله، فتشاغل عنه ، وحفر حفرة صغيرة وأخذ يضع يده في ماء دجلة ويضعها في الحفرة، فقال له الملحد: انقطعت عن المناظرة، يعني: قطعتك وغلبتك، فقال اﻹمام أبو حنيفة رحمه الله: أريد أن أنقل نهر دجلة في هذه الحفرة، قال: أأنت مجنون؟ فهل تتسع هذه الحفرة لنهر دجلة؟ قال: أنت المجنون، وهل يتسع عقلك لربك؟
أنت انكرت عليّ دجلة والحفرة فقال له : هل يتسع عقلك لربك.
ماذا يعني قولهم: الله ما شافوه ولكن بالعقل عرفوه.
المراد أنهم علموا أن الله حق.
لكن لو جمعنا حكماء الدنيا وفلاسفتهم وأذكياءهم في صعيد واحد منذ أن خلق الله الدنيا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،
هل يستطيعوا أن يعرفوا ماذا يحب الله؟
هل يستطيع الأذكياء والفلاسفة أن يعلموا أن الله يحب خمس صلوات بشروط، وكل صلاة لها عدد معين من الركعات، ولها شروط وأركان؟
لا يستطيعون.
فالاعتماد على العقل ما فيه نجاة.
النجاة في اتباع الرسل، بأن تؤدي الفرائض، فالبشرية بحاجة إلى رسل الله، وأكبر منّة أنعم الله بها على الناس أن الله أذن أن نعرفه فأرسل لنا رسلا، وبيّن لنا ماذا يحب، فكثير ممن يعرفون الله بالعقل هم كفار ليس لهم في الإسلام نصيب.
لذا بمجرد معرفة العقل أن تعرف أن الله حق،والله موجود وأنك لست ملحد،لا يلزم من هذا أن تكون مسلما.
العلماء الغربيون اليوم الذين يتكلموا عن الإعجازات في المحيطات، و في الأجنّة، وفي البحار ، وفي الفلك هم كفار ، يتكلم عشر ساعات بل يتكلم مئة ساعة في بيان أن الله حق، ولكن إيمان لا ينفع، إيمان ليس فطريا، وإنما إيمان عقلي.
ما الأفضل الإيمان الفطري أم الإيمان العقلي؟
الإيمان الفطري الذي فيه استجابة لأوامر الله.
أعجبني الإمام الذهبي لما ترجم لابن الراوندي وكان من آحاد الأذكياء في الدنيا، ترجم له في سير أعلام النبلاء وقال: وكان ملحدا وكان ذكيا، وقد قلت: قاتل الله الذكاء مع الإلحاد، ورضي الله عن الغباوة والبلادة مع الإيمان.
كم من انسان على الفطرة غبيّ، وكم من انسان ذكي لكنه ملحد.
أيهما أفضل؟
الغباء أحسن من الذكاء.
ولذا الهداية من الله عزوجل.
فكلمة الله ما شافوه بالعقل عرفوه تحتاج لنظر، لكنّ الناس استدلوا فيها على مقدمات ونتائج، وينبغي أن تكون هناك عبارات معروفة في كل علم، فالعبارة تحتاج إلى إيضاح شرعي،فلعلّي أكون فيما قلته قد وضّحت.
والله تعالى أعلم
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
28 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 17 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor