السؤال الثالث ما الدليل على صفة الجمع

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/02/WhatsApp-Audio-2017-02-19-at-10.57.50-AM.mp3الجواب :- السؤال عن صفة الجمع سؤال يحتمل صورتين في فهمي :
1 – الصورة الأولى :
ما هو الدليل على أننا نجمع بإقامتين وبأذان ؟
هذا فعله صلى الله عليه وسلم في عرفة ومزدلفة ، فكان يؤذن مرة ويقيم مرتين هكذا فعل في عرفة وهكذا فعل في مزدلفة وهذا أمر متفق عليه .
2 – الصورة الثانية :
وقد يحتمل السؤال كيف نجمع ونصلي الصلاتين على إثر بعضهما بعضًا ، وأننا لا نؤخر الأولى إلى آخر وقتها والثانية في أول وقتها .
والله يا إخوة هذا زمن العجائب ، وأكثر ما رأيت من عجائب هذا الزمان موضوع الجمع بين الصلاتين ، وآخر ما أهدي إلي من كتب من أحد إخواننا الأفاضل غفر الله لنا وله ، ألف كتابا في ( منع الجمع بالثلج ) ، الجمع في الثلج ممنوع ، وقبلها ألف كتابا له فيه رأي وقبلها رأي وبعدها رأي ، خلال أربع ، خمس سنوات يكون الإنسان متقلب مئة مرة .
وقد قالوا قديمًا ( ابن حجر ) في فتح الباري : ” من تكلم في غير فنه فقد أتى بالعجائب ” .
إذا أخونا يريد أن يحاققنا في كل نص فيه جمع ، كيف يكون الجمع
سنحاققه في القصر .
الجمع صار مصطلحا معروفا في الشرع بنقل الصلاة من وقتها إلى وقت الصلاة التي قبلها أو من وقتها إلى وقت الصلاة التي بعدها ، والأول يسمى ( جمع تقديم ) ، والثاني يسمى ( جمع تأخير ) وانتهى.
فأصبحت كل كلمة جمع في الشرع مثل إصطلاح ، إذا اردنا كل إصطلاح أن نحاقق فيه وألغينا المصطلحات ، ونريد دليلا على كل إصطلاح أشتهر واعرف بين الناس ،صارت الدنيا فوضى وصارت الكلمات والإصطلاحات التي وضعت ما أصبح فيها تفاهم بين الناس ،فأنا أحتاج أن أبين لك ما أريد وأعطيك لوائح قبل ما اتكلم معك حتى تفهم مني ما هي إصطلاحاتي ، إصطلاح الجمع بين الصلاتين اشتهر والنبي صلى الله عليه وسلم جمع وشهد جمعه الصغير والكبير والعالم والجاهل والأعرابي ومن كان حوالي مكة، فهذا أصبح معنى الجمع بين الصلاتين .
فإذا طلبت مني عن كل كلمة جمع بين الصلاتين دليل ،فأنا أحتاج أن اقول لك كيف تقصر ،لماذا القصر هو ركعتين والصلاة أخرى ركعتين و بعدها نقول ثلاث فتصبح الدنيا فوضى ، فما أدري .
أسأل الله جل في علاه أن يوفقنا وأن يخرج هذا العبث .
العلماء الذين لهم كلام في المنع بين الصلاتين يرى أن له أدلة في المنع ، من يرى المنع كالإمام ابي حنيفة رحمه الله في الجمع بين الصلاتين يرى أنه المتواتر لا يقوى الآحاد على تخصيصه لكن واحد طالب علم يفتي في ألف مسألة أنه الآحاد يخصص المتواتر ثم لما يجيء الجمع ينكر الجمع ، هذا لا يفهم لا يفهم المسائل إلى ما تأول .
لذا رحم الله الإمام أبو حنيفة قال مقولة رائعة : يحرم على الإنسان أن يقول بما قلنا حتى يعلم من أين أخذنا .
والله تعالى اعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
20 جمادى الأولى 1438 هجري
2017 – 2 – 17 إفرنجي
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍