السؤال السادس إذا صلى الإنسان العبد صلاة الكسوف ولم يجد في قلبه الخوف هل…


الجواب : تذكر اليوم الآخر في الصلاة من أسباب الخشوع في الصلاة، الخوف منزلة ومقام يصل إليها العبد بالمجاهدة وهي ثمرة حقيقية التقوى لله ،فهي حصيلة المراقبة ،فحصيلة من يستشعر أن الله يراقبه ويستشعر قصوره وغفلته ويستحضر معاصيه وخلله ،فحينئذ يتولد من مجموع هذه الأشياء مقام يبقى العبد فيه خائفا من ربه، فإذا استشعر نعمه ولم يستشعر خوفه يعني بطشه وعقوبته، فاستشعر بين نعمه سبحانه وبين قصوره، فهذا مقام يتولد عنه الحياء من الله، يستحي من الله، متى نستحي من الله؟
لما تستشعر عظم نعم الله عليك المادية والمعنوية وتتذكر قصورك في شكر هذه النعم.
ماذا يتولد في هذا الأمر؟
مقام يسمى مقام الحياء ومقام الحياء مقام عظيم والذي يستحيِي من الله جل في علاه يعني هو الآن يلج مقام الإحسان ،يستشعر أن الله جل في علاه إن كان هو لا يراه فإن الله يراه ،فهذا مقام عظيم. القلوب في مقام الخوف تفزع إلى الله وأما في مقام النعمة تغفل عن الله. في مقام الخوف تفزع إلى الله،
فأيهما أعظم مقام الحياء أم مقام الخوف؟
مقام الحياء أعظم من مقام الخوف،
وفِي مقام الخوف تستحضر بطش ربنا عليك وقصورك وقدرة الله عز وجل عليك، وأنك لا تستطيع أن تنفذ منه فحينئذ يقع عندك الخوف ،هذه تقع بالمجاهدة وتقع باستقرار هذه الحقائق في القلب وتقع هذه الأشياء في القلب مجتمعة ولا تغيب، لما تقع مجتمعة في القلب ولا تغيب عن القلب يصبح عند الإنسان شيء يسمى مقام الخوف (قد يقع غفلة لكن غفلة الخائف من الله غفلة ليست دائمة غفلة الإنسان الذي سرعان ما يعود) لذا النبي عليه السلام أخبرنا لما كان ذاك الرجل يشتهي منها ما يشتهي الرجل من المرأة، فجلس بين رجليها فقالت له : اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، كانت الاستجابة مباشرة لأن هذه فقط لحظات غفلة أخذت منه ،فمقام الخوف في قلبه ،فوقعت غفلة فلما زالت الغفلة ما قضى إربه ولا شهوته، لكن لو أن ما عنده خوف من الله وقالت له : لا تفض الخاتم إلا بحقه ماذا يعمل؟
لا يستجيب ،وقد تمكن منها وهيأ للشهوة المحرمة جميع أسبابها فالخوف
أنا أنصح إخواني طلبة العلم بقراءة مدارج السالكين ويستحق مدارج السالكين أن يُتَذاكر ،أربعة خمسة منكم كل ثلاثة أربعة تواعدتم فيما بينكم فقرأتم كتاب مدارج السالكين مذاكرة، وتقفون عنده ستجدون أنكم تعيشون في جنات وستجدون أن الحقائق المذكورة في كتاب مدارج السالكين تعينكم كثيراً وشديدا في أن تسيروا إلى الله عز وجل بطريقة صحيحة توصلكم إلى الله إلى جنة الله .
⬅ مجلس شرح صحيح مسلم.
2017 – 4 – 6 إفرنجي
9 رجب 1438 هجري
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor