http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161111-WA0012.mp3الجواب : النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (كل ابن آدم خطاء)؛ فكل الناس يؤخذ من قوله ويرد بلا استثناء.
لا يوجد أحد ما يؤخذ من قوله ولا يرد؛ لا يوجد أحد معصوم.
نحن نضلّل من يقول إنَّ علياً معصوم، ونضلل من يقول إن أبا بكر معصوم، ونحن لسنا بكريين ولا علويين ولا عمريين ولا محمديين؛ نحن مسلمون.
فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
كل يؤخذ من قوله ويرد -كما كان يقول الإمام مالك-.
وإذا أخذت قول رجل -سواءً كان إماماً من أئمة العلم أو شيخاً- وأخذت أقواله كلها على وجه الرضى والقبول ولم تعرض أقواله على قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا ضلال.
أنا أحب العلماء وأحترمهم ولكني لا أقدسهم، وكان الإمام أحمد يقول: لا تأخذوا بقول سفيان ولا بقول الأوزاعي ولا بقولي.
والإمام الشافعي كان يقول: إذا وجدتم قولي يخالف حديث النبي صلى الله عليه وسلم فارموا بقولي عرض الحائط.
الإمام مالك كان يقول: كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر (وأشار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم).
والإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى كان يقول: يحرم على الرجل أن يقول بما قلنا حتى يعلم من أين أخذناه.
فكان العلماء يربطون الناس بالكتاب والسنة.
دائماً أنا أقول: معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله: لا إله إلا الله أي : لا معبود بحق إلا الله، ومعنى محمد رسول الله أي: لا متبوع بحق إلا رسول الله؛ فكما أنه يحرم على الرجل -ومن الكبائر- أن يعبد غير الله فمن الكبائر أن تنزِّل شخصًا أو جهةً ما -كائنة من كانت- بأن تأخذ قولها بالرضى والقبول دون العرض على الكتاب والسنة؛ فهذا خلل في قولك: أشهد أن محمدًا رسول الله. فكل يؤخذ من قوله ويُرد.
لا يوجد أحد يتكلم وكلامه فيه عصمة إلا الشرع، وبالتالي كلٌ يؤخذ من قوله ويُرد.
متى ترد الأقوال كلها؟
متى ظهر لك أن الأمر موافقٌ للصواب -و لو كان من شيطان- فالأصل أن تأخذه، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم -كما في الصحيحين- فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة ” . قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال : ” أما إنه قد كذبك وسيعود ” . فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إنه سيعود ” . فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يا أبا هريرة ما فعل أسيرك ؟ ” قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال : ” أما إنه قد كذبك وسيعود ” . فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هو قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما فعل أسيرك ؟ ” قلت : زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيلهقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال ” . يا أبا هريرة قال لا قال : ” ذاك شيطان ” . في رواية قال: لما رآني النبي صلى الله عليه وسلم ضحك فقال: ما فعل أسيرك البارحة؟ (أطلع الله نبيه على قصة أبي هريرة قبل أن يخبر أبو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم)
الشاهد من القصة: لما قصَّ عليه أبو هريرة الخبر قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة: (صدقك وهو كذوب)؛ من الذي صدقك؟ الشيطان، فالشيطان إذا قال صواباً أخذناه.
نحن عندنا مقياس، والمقياس الذي بين أيدينا: الكتاب والسنة، فما وافقه أخذناه وإن قال به من نبغضه ومن لا نحبه، فإن قال كتاب وسنة فنأخذه، وإن خالف الحبيب لقلوبنا الكتاب والسنة رددنا كلامه.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
3 – صفر – 1438 هجري
2016 – 11 – 4 إفرنجي