ارتفاع الأصوات في المساجد من الأمور المنكرة في شرعنا، فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إياكم وهيشات الأسواق}، ويا للأسف في بيوت الله على إثر الدروس تحصل من قبل طلبة العلم هيشات، وهذا أمر ليس بحسن، وهذا أمر مستنكر، ولبيت الله حرمة فينبغي أن نراعيها.
وثبت في موطأ مالك أن عمر بن الخطاب دخل المسجد فوجد رجلين قد ارتفعت أصواتهما فهم بضربهما بدرته رضي الله عنه، فلما رآهما غرباء عن المدينة، سألهما فقالا: من اليمن، فقال: ((لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما ضرباً)) فضرب المتحدث الذي يرفع صوته في المسجد سنة عمرية.
وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليخبر الناس بتعيين ليلة القدر على وجه فيه جزم ويقين فسمع جلبة في المسجد فأخبر أن الله عز وجل رفع ليلة القدر، والمراد رفع تعيينها على وجه الجزم، وليس كما يقول الرافضة أنها مرفوعة بالكلية، فبسبب الأصوات في المساجد من أسباب عدم تنزل الرحمات، ومن أسباب الحرمان من الخيرات.
فينبغي أن نحافظ على المسجد، وينبغي ألا تُشَوَّش فكثير من الناس يصلون الرواتب في المسجد، ولا يصلونها في البيت، وإن كان هذا خلافاً للسنة، لكنه لا يخول لك أن ترفع صوتك وأن تشوش عليه، فهو ترك السنة ولكن أنت لا تفعل الحرام، فلا تشوش على أخيك وإن كان لك كلام، فتكلم خارج المسجد، وحافظ على حرمة المسجد، وفقنا الله وإياكم للخيرات، وجنبنا الشرور والمنكرات، وجعلنا مهديين هداة.