الجواب:
أنا أنصح كلّ طالب علم أن يقرأ تفسيراً متوسطاً ثم يقرأ تفسيراً مطوّلاً يوائم العلم الذي يحبه ويريد ان يتخصص فيه .فمثلا تفسير الشيخ السعدي رحمه الله صغير تستطيع أن تقرأه مع وردك كل يوم من القرآن .
يعني لمّا تختم كل شهر ؛فتفسير الشيخ السعدي ممكن كل شهر أو شهر ونصف تختمه مع القراءة ، وهذا تفسير وجيز ،
تفسير تأخذ منه الكلمات الصعبة ثم تقرأ تفسيرا متوسطا وأحسن التفاسير وأحب منها تفسير ابن كثير أوتفسير البغوي
_كلاهما من التفاسير الجيدة _
ثم طالب العلم يقرؤ تفسيرا مطولا بتأمل ولو صحبه اختصار وتدوين في العلم الذي يريد ان يتخصص فيه.
فالمحدّث يقرأ تفسير الطبري ؛والفقيه يقرأ تفسير القرطبي ؛ والنحوي واللغوي يقرأ تفسير ابن حيّان…وهكذا.
فالانسان يقرأ تفسيرا يكون مشروع عمره .
ثم يجد بركات ويجد للعلم لذّات ويجد ان فروع العلم المتناثرات تردّ الى كتاب الله عزوجل .
الله يسّر لي ولله الحمد والمنّة أن تدبّرت وقرأت قراءة دقيقة تفسير الامام القرطبي واستفدت منه في مشواري العلمي في الفقه فائدة عظيمة .
القرطبي فقيه يقول في قول الله تعالى :((والتين والزيتون ))فيتكلم عن زكاة التين وزكاة الزيتون .
هكذا الفقيه ؛فكل شيء يخص الفقه مباشرة يأتيك به .
قوله في تفسير قول الله :((لايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف )) قال :
يجوز للرجل أن يتخذ مصيفا وان يتخذ مشتىً ولا حرج في ذاك. فعلى بال من تخطر هذه.
يعني لو أن شخصا سألك هل يجوز أن أتخذ مصيفا ومشتاً؟
الامام القرطبي قال :الله امتن على قريش بأن جعل لهم مصيفاً ومشتاً .
فالامام القرطبي في الفقه امام فمن اراد ان يتخصص بالفقه فليقرأ تفسير القرطبي ولخصته ثم الله يسر لي بأن فهرسته.
فالشاهد أن طالب العلم يقرأ الوجيز ليرفع العجمة فيعرف معاني الكلمات الصعبة ثم يقرأ تفسيرا متوسطا ثم يكون عنده مشروع عمر ؛مثل ما واحد عنده مشروع يركب سيارة معينة ،وعنده عمارة بطريقة هو يحبها فيكون عنده مشروع عمر يقرأ تفسيرا مطولا .
والتفسير المطول يكون مساعدا في تخصصه العلمي .
طبعا تفسير التفاسير الذي حوى كل شيء وجمع كل شيء
((روح البيان للإمام الألوسي )).
الألوسي جمع جميع التفاسير.
ولمّا كنت صغيرا وانظر للمؤلفات والكتب فجميع المعاصرين يرجعوا الى تفسير روح المعاني للألوسي .
فاشتريته من عيدياتي وأظن أني اشتريته وانا في السادس او الخامس ، فبدأت أقرؤه بتمامه فقرأته كله، لكني لم أفهم عشر معشاره فلم أفهم شيئا ؛يعني أقرأ ولا أفهم ؛فكنت ابكي والله كنت ابكي اقول يا رب علّمني اقول يا رب اجعلني أقرأ وافهم علمني يا رب ،واذكر أني لما قرأت في تفسير الألوسي فهو نقل أشياء أي الامام الالوسي(و هذا عمره فوق الاربعين سنة الذي انا اتكلم فيه )يقول قلت :هل فهمت شيئا ؟
أمّا انا فلم أفهم شيئا .
ففرحت بهذه الغبارة فرحا شديدا
قلت هو يقول عن نفسه لم يفهم
فقلت هذا عزاء لي .
فالشاهد أن العلم لا يؤخذ مرة واحدة ؛العلم بالتدريج والعلم يحتاج أن تدخل فيه برفق وتؤدة مع رسوخ قدم مع طول مشوار مع زمن مع استضاءة بشيخ يفهمك ما لم تفهم .
احمدوا الله تعالى فوالله في أواخر السبعينيات كنت اطوف على المشايخ والعلماء حتى يفهمني أحد فلا أجد دروسا ؛دروس علم لا يوجد فاما كانت محاضرات في ثورة الاخوان المسلمين ،أو نشاط جماعة التبليغ ،وكلّها كلام لا علم فيه ؛كلام لا يغني شيئا لطالب العلم .
الآن ولله الحمد والمنّة يوجد من يدرس بعض الدروس العلمية
فأسأل الله عزوجل أن يؤيد هؤلاء وأسأله سبحانه أن يحييّهم وأن يحفظهم وأن يبقيهم وأن يعزهم والله المستعان .
والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
16 جمادى الأولى1439هـجري.
2018 – 2 – 2 إفرنجي.
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor