*السؤال السابع: ما هي الطريقة الصحيحة للاستفادة من كتب الشيخ الألباني -رحمه الله-؟*
الجواب: حقيقة السؤال يحتاج إلى محاضرة كاملة.
تأليف الشيخ للكتب، وأي الكتب متقدمة، وأي الكتب متأخرة، وأقوال الشيخ تحتاج إلى إضاءات، وتحتاج إلى كلام طويل.
بعض الناس ينسب للشيخ ما ليس له، ولا سيما في *”صحيح الجامع الصغير”* و *”ضعيف الجامع الصغير”*، و”صحيح الجامع الصغير” و”ضعيف الجامع الصغير” من *أوائل مؤلفات الشيخ ومن أواخرها.*
كيف يكون؟وهذان نقيضان؟
الشيخ -رحمه الله-، ما كانت كتب الرواية مطبوعة في زمنه، وكان الواحد منهم إذا صعد المنبر،( وحدثني بهذا بعض خصوم *الشيخ عبد الفتاح أبو غدة* – وهو حلبي-، )يقول: كان الواحد منا في بدايات طلبنا للعلم إذا صعد الإمام المنبر يقص قصة صفحة وصفحتين وثلاث -طويلة-، تكون كذبًا على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا أراد أن يثبت للحضور أنها صحيحة ومسندة، يقول على إثر القصة : أخرجها ابن الجوزي في الموضوعات، يعني هو يسند ، هذه كانوا يعتبرونها في ذاك الزمان إسنادًا.
الشيخ رأى *”الجامع الصغير”* للسيوطي، رآه كتابًا نافعًا، الناس في ذاك الزمان كان الكتاب متداولًا بينهم مع شروحه *كالفيض القدير* وغيره، فعمد إليه، السيوطي يضع حرف (ص) للصحيح، وحرف (ض) للضعيف، وحرف (ح) للحسن، ومع المطبوعات أصبحت الصاد والضاد متداخلة، يعني: (ص) إذا وضعت فوقها نقطة يتحول الحديث من الصحيح إلى الضعيف (خطأ مطبعي)، فرأى الشيخ أنه بحاجة إلى أن يجعل صحيح الجامع وحده وضعيف الجامع وحده، فميز صحيح الجامع وضعيف الجامع.
وللشيخ رحمه الله جهود، عرض جهوده على الكتاب، وللكتاب أصول خطية، بعض مخطوطاتها في الظاهرية، والبعض الآخر ليس في الظاهرية.
وشيخنا الألباني -رحمه الله- إلا في فترة يسيرة قبل حياته، كل المخطوطات التي نظر فيها هي مخطوطات الظاهرية، وله قصة في الظاهرية معروفة عند من يعرف ترجمة الشيخ.
المخطوطات الموجودة في مصر والهند وغيرها، ما كان الشيخ قد رآها، وهنالك أحاديث لها مصادر، *كشعب الإيمان للبيهقي* مثلا، ما يوجد نسخة في الظاهرية من الكتاب، فالشيخ في الطبعة الأولى من صحيح الجامع وضعيف الجامع طبع الصحيح في ثلاث مجلدات، والضعيف في مجلدتين (خمسة)، فسمعت الشيخ في أواخر حياته يقول: *لا أرتضي إلا الطبعة الأولى،* لا أرتضي سواها.
فالشيخ في الطبعة الأولى، الأحاديث التي وقف عليها وضع بين معكوفتين على يسار الحديث المصدر الذي خرّجه فيها : *الإرواء*، *الصحيحة،* *الضعيفة،* أو ما شابه، أو *موسوعة البيوع،* أو ما شابه، والحديث الذي لم يقف عليه اعتمد على حكم السيوطي، ووضع علامات استفهام، *فليس كل حديث في صحيح الجامع صححه الشيخ أو ضعفه الشيخ، إلا ما وضع بين معكوفتين في يسار الحديث.*
ما عداه حكم من؟
حكم السيوطي.
ووضع علامات استفهام، ثم طبع الكتاب لاحقاً بدون علامات استفهام، وب(ص) و(ض) و(ح)، فتوهم الطلبة من خلال الطبعة التي ضبطت، صحيح الجامع في مجلدتين والضعيف في مجلدة، تلك ثلاثة واثنتان، وهذه اثنتان وواحدة، فصار الطالب اليوم -عشرات الأمثلة نسمعها-، فنجد الطالب يقول: صححه الشيخ الألباني في “صحيح الجامع”، أو ضعفه في “ضعيف الجامع”، ولما ترجع للطبعة الأولى يكون الحكم حكم السيوطي، ولا يكون الحكم حكم الشيخ.
حاول الشيخ في مرضه الأخير الذي توفي على أثره -رحمه الله- أن يجمع أصول الأحاديث التي ليست في الظاهرية، كنت قد نشرت كتاب *المجالسة وجواهر العلم للدينوري* في عشر مجلدات، أرسل إلي أخونا الشيخ *أبو عبد الرحمن الخطيب (محمد الخطيب)*،و طلب مني نسخة، قال: هذا الكتاب من أصول الجامع، وأنا ما وقفت على الأصول أريد أنظر، والكتاب مسند.
فالشاهد أن الشيخ في أواخر حياته درس من جديد بعض الأحاديث التي لم يظفر لها بإسناد، ونقل نحو مئة حديث من الصحيح للضعيف ونحو مئة من الضعيف للصحيح وما أتم ذلك بسبب وفاته.
الشاهد من الإيراد أن معرفة منهج الشيخ في كتبه من المهمات.
اليوم يُقطع على الشيخ كثيراً، وترتيب كتب الشيخ من المهمات، ومعرفة التراجعات فيها خفايا لا يعرفها إلا من كان قريبًا من الشيخ، وهذا واجب كفائي على تلاميذ الشيخ، أن يبينوا كيف يستفاد من كتب الشيخ -رحمه الله تعالى-، والله أعلم.
⬅ مجلس دورة آيات الأحكام.
رابط الفتوى
السؤال السابع: ما هي الطريقة الصحيحة للاستفادة من كتب الشيخ الألباني -رحمه الله-؟
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?
◀ للاشتراك في قناة التلغرام
http://t.me/meshhoor
⬅ للإشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052