كلمة الشيخ مشهور -حفظه الله- عن الفتن وسبل الوقاية منها.
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أمَّا بعدُ.
فالفتن تظهر في هذه الأمّة على شكل أمواج بين مدٍّ وجزر، وأشار إلى ذلك النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في عدّة أحاديث، وكذلك الصّحابة -رضوان الله تعالى عليهم-.
والكلام عن الفتنة طويل لاهب، ولكن الذي أريد أن أقرره بين يدي الإجابة على الأسئلة أنّ ذلك الصّنف المنشغل بالعلم الشرعيّ تأصيلًا وتعلّمًا وتعليمًا هو أبعد النّاس عن الفتن والخوض فيها، وآنَ للعقلاء من النّاس، ولاسيّما ممن خاض في الفتن فزلّت قدمه، وضلّ فهمه، آنَ لهم أن يراجعوا حساباتهم، وألّا تبقى الأمور هملًا، حتّى يوقفوا ذاك النّزيف من شلّالات الدّماء التي سالت في كثير من بلاد المسلمين، فلا يتحمل آثام من يأتي بعدهم، ولو بعد مئات السّنين، فيقولون: فلان وفلان تكلّم في مسألة كذا كذا وكذا، هذا أمر واجب ولاسيّما على السلفيّين، ولا سيّما فيمن تكلّم في أحداث سوريا على وجه الخصوص، المراجعات العلميّة الصّادقة النّابعة من خوف الله أولًا، ومن تقريرات العلماء ومن النّظر إلى عواقب الأمور من أوجب الواجبات، ننتظر سيلًا جديدًا في إدلب، ولعلّنا على مشارف أيّام فتكون هنالك سيول وعشرات الألوف من الأرواح تزهق، وما استفدنا شيئًا ممّا جرى، والغشاوة على الأعين، ولا أدري أقول الختم على القلوب أم الطّبع على القلوب؟ القلب أصبح أغلف.
وما زال للآن أناس يقولون: الجهاد في سوريا!!، وإلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله.
فالواجب أن نستنقظ ما بقي، وأن نحفظ رأس المال، وأرجو الله -تعالى-، وقد أخبرنا نبيّنا
-صلى الله عليه وسلم- فضل الشّام وبركة الشّام ما لا يخفى على طلبة العلم، وحقيقة هذه الإخبارات أصبحت من باب الابتلاءات للعقول، العقل لا يكاد أن يصدّق، لكن هذا خبر النبيّ
-صلى الله عليه وسلم-، ونحن
-ولله الحمد والمنّة- ديننا دين قائم على أخبار صحيحة، ونمتاز عن غيرنا بأنّنا أمّة إسناد.
وممّا لا يخفى على أحد، ولكن يُذكر بهذا الصّدد أنّ طالب العلم المتمكن من أحاديث الفتن التي لا تغيب عن باله ويستحضرها هو بتوفيق من الله -عزّ وجلّ- أبعد النّاس عن الفتن، وأنّ الفتن لا يجوز الاعتماد فيها على وسائل التّواصل وعلى المحطّات الإخباريّة والفضائيّات والتقريرات الغربيّة والأخبار.
أنا أدعوكم إلى أن تتأمّلوا كلمة أقولها: هل يوجد إعلام إسلاميّ؟
هل أهل الإسلام الصّادقون يصنعون الخبر؟
هل هم الذين يتحكمون فيما يجري أم أنّ الإعلام الإسلاميّ اسم لا مسمّى تحته، ولا طائل بعده؟
وإنّما هي أخبار يتلقّفونها من الكفّار ثم يعيدون برمجتها بعبارات تقول فيها أي من رسم الإسلام لا حقيقة الأمر.
فأنا أشكّ أن يكون هناك إعلام إسلاميّ، وما يسمّى اليوم بالإعلام الإسلاميّ ضلّ وضرّ وأضلّ أكثر ممّا أفاد.
القواعد العلميّة والعلم لا يقبل المجاملة.
فأجمل ما في العلم البيّنة والدّليل والبرهان، وهذا أحسن حسنات العلم، أحسن حسنات العلم أنّ العلم لا يجامل أحدًا، وأحسن حسنات العلم أنّ العلم فضّاح، يفضح من لم يُقم أصوله على أمور واضحة.
فالنّاس للأسف في وقت الفتنة يخوضون بفتنة، ويخوضون ويعتمدون في خوضهم على مصادر الفتنة، وللأسف ينسون ما أخبر به النبيّ -صلى الله عليه وسلم-.
حقيقةً ما نخاف على إخواننا في سوريا امرٌ استدعى هذه الكلمة والأمور تُعدّ، وأسأل الله
-جلّ في علاه- أن يحفظهم، وأسأل الله -جلّ في علاه- أن يمنعهم من كلّ شرّ وضرّ وسوء، وأسأل الله أن يحفظ بيضة أهل السّنة فوق كلّ أرض وتحت كلّ سماء؛ فأهل السّنة في المفهوم العام اصبحوا بالحقيقة مستهدفين من أعدائهم، وأعداؤهم لا يخفون عليكم.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٨ ذو الحجة – ١٤٣٩ – هجري
٧ – ٩ – ٢٠١٨ إفرنجي
↩ رابط الفتوى
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor
⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052