السؤال السادس عشر: كيف يكون لعن الكاسيات العاريات؟ وهل يكون في مسمعها وإن حصل فتنة؟

السؤال السادس عشر: كيف يكون لعن الكاسيات العاريات؟ وهل يكون في مسمعها وإن حصل فتنة؟

الجواب: الحديث الذي في آخره، لمّا ذكر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- صنفين من أهل النّار، قوله
” العنوهنّ فإنّهنّ ملعونات”، هذه زيادة ثابتة صحّت عند ابن حبّان، وأصل الحديث في صحيح مسلم دون قوله:”العنوهنّ فإنّهنّ ملعونات”.

ولا يجوز أن نلعنها باسمها، واللعن على التعيين في حقّ المسلم لا يجوز إلّا على وجه الدعاء عليه لا على وجه أن تقرر أنّه مطرود خارج من رحمة الله.

انتبه، الدّعاء على المسلم بعينه إن قام سبب شرعيّ للدعاء مأذون فيه؛ لذا إن سألت: هل يجوز لعن المسلم على التعيين؟ يعني أن تعيّن رجلًا باسمه  فتلعنه، هل يجوز؟
الجواب: في ذلك التفصيل، ففي صحيح مسلم قال عليه السلام :”اللهمّ أيّما مسلمٍ لعنته أو شتمته فاجعلها رحمة له إلى يوم القيامة” ،هذا دليل على الجواز، جاء رجل إلى النبيّ
-صلى الله عليه وسلم- يشكو جاره فقال له النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أخرج متاعك من بيتك
-الرّجل علم أنّه هذا هو العلاج_
،  وكيف هو العلاج لا يدري، لو واحد جاء اليوم يشكو جاره، قلت له: أخرج متاعك من بيتك، لقال فما علاقة إيذاء جاري بمتاعي؟!- فأخرج الرّجل متاعه من بيته وكان النّاس يمرّون به، ويسألونه لماذا متاعك خارج البيت؟ قال: شكوت جاري للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- سوءه، فقال لي: أخرج متاعك ،فكانوا يلعنونه … الحديث، هذا هو الشاهد، فهذا الذي يلعنونه لعنًا على التّعيين، ويجوز اللعن على التّعيين على وجه الدّعاء عليه لا على وجه تقرير أنّه في النّار.

فعقيدتنا لا نشهد بجنّة إلّا لمن شهد الله له أو من شهد له رسوله -صلّى الله عليه وسلم-، ولا نشهد بنار إلّا لمن شهد الله -تعالى- له أو من شهد له رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

لو واحد قال لك: الإمام أبو حنيفة ومالك والشافعيّ وأحمد في الجنّة، فالجواب: نرجو أنّهم في الجنّة -إن شاء الله-؛ صلاحهم ونَفْعُ الله تعالى بهم أمر متواتر ومستفيض، ونرجو لمثل هؤلاء النّاس أن يكونوا في الجنّة.

ألّف الحافظ عبد الغنيّ بن عبد الواحد بن سرور الجماعيليّ الحنبليّ، صاحب عمدة الأحكام، المتوفّى سنة ستّمئة للهجرة، رسالة صغيرة في أوراق ما زالت محفوظة في المكتبة الظاهريّة، ولا أدري لماذا لم تطبع للآن؟  بحرمة القطع للأئمّة الأربعة في الجنّة، فما لَكَ أن تقطع بالجنّة إلّا لمن قطع الله له؛ لذا لا يجوز لك أن تلعن مسلمًا ،بمعنى: أن تقرر أنّه في النّار، فهذه المرأة المتبرّجة تلعنها لتدرأ فسادها عنك، ولا تلعنها على التّعيين، تقول: لعن الله المتبرّجات، لعن الله الكاسيات العاريات، وهكذا، أمّا أن تجزم وتعتقد أنّ هذه المرأة بعينها في النّار فهذا أمر حرام؛ فاللعن يكون بالعموم، ألا لعنة الله على الظّالمين، ألا لعنة الله على المفسدين، وهكذا، والله تعالى أعلم.

مجلس فتاوى الجمعة

      ٢٠ ذو الحجة – ١٤٣٩ – هجري
      ٣١ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي
رابط الفتوى

السؤال السادس عشر: كيف يكون لعن الكاسيات العاريات؟ وهل يكون في مسمعها وإن حصل فتنة؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052