السؤال الخامس: كيف الجمع بين من شرب الخمر في الدنيا لا يشربها في الآخرة وبين الآية ﴿لَهُم ما يَشاءونَ فيها وَلَدَينا مَزيدٌ﴾ وبين قول الله عز وجل ﴿وَفيها ما تَشتَهيهِ الأَنفُسُ﴾؟
الجواب: في رواية في صحيح مسلم ثم لم يتب . [ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قَالَ: ( مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ ) رواه البخاري (5575) ، ومسلم (2003) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما .]
فمن تاب وكان يشرب الخمر، ثم تاب منها وأقلع ثم تاب توبة نصوحا؛ فهذا الذي يشربها في الآخرة، وأما الذي ما تاب فهذا الذي يحرم جزاءا وفاقا، فهذا وفاق الكلام.
﴿لَهُم ما يَشاءونَ فيها﴾
﴿ وَفيها ما تَشتَهيهِ الأَنفُسُ﴾
قالوا: العمومات في القرآن “وفيها ما تشتهيه الانفس”، كلمة ( ما ) هذا لفظ عموم، والعلماء يقولون: ما من عام إلا وقد خصص، حتى أن بعضهم رفع هذا الكلام للنبي- صلى الله عليه وسلم- بل إنّ بعضهم قال بل هو من قول عبد الله بن عباس، -والذي ترجح عندي في تعليقةٍ لي على الموافقات لم يصح، لا عن النبي- صلى الله عليه وسلم-، ولم يصح عن عبد الله بن عباس- ولكن هذه قاعدة معروفة، وهذا أمر يكاد يكون مشهورًا، وبالسبر يعرف أن جل العموم قد خصصت.
﴿تُدَمِّرُ كُلَّ شَيءٍ بِأَمرِ رَبِّها ﴾
[الأحقاف: ٢٥].
فهذا “كل شيء” ليس عاما، فالعموم دائما فيه تخصيص.
والله تعالى أعلم.
⬅ مَجْـلِسُ فَتَـاوَىٰ الْجُمُعَة:
١ – ربيع الأول – ١٤٤٠ هِجْـرِيّ.
٩ – ١١ – ٢٠١٨ إِفْـرَنْـجِـيّ.
↩ رَابِــطُ الْفتوى:
⬅ خِدمَةُ *الـدُّرَرِ الْحِـسَانِ* مِنْ مَجَـاْلِسِ الشَّيْخِ مَشْـهُـور بنُ حَسَن آلُ سَـلْـمَان.✍?✍?
⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي قَنَاةِ (التِّلغرام):
http://t.me/meshhoor
⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي (الواتس آب):
+962-77-675-7052