السؤال التاسع عشر: ما منزلة علم النحو من علوم الشريعة وهل يجب على طالب العلم تعلمه؟
الجواب: علم النحو كان قديما سليقة وكان الناس لا يلحنون.
وعندما عرف اللحن وقرأ بعضهم (أن الله بريء من المشركين ورسولِه) وهذا كفر، يعني يصبح الله بريء من المشركين، وبريء من الرسول.
وأصل الآية (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ *أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ*) التوبة/ 3
فطلب عليٌ من أبي الأسود الدؤلي أن يكتب قواعد النحو حتى لا يقع الناس في مثل هذه الطامّة.
فكانوا يعيبون على من يلحن وبدأت قواعد علم النحو، وبدأ الناس يتعلمون النحو وتركوا السليقة.
الكلام العربي في العهد الجاهلي وكلام النبي – صلى الله عليه وسلم- الذي لم يرو بالمعنى حجة في اللغة.
القرآن الكريم وكلام العرب في الجاهلية وكلام من لا يلحن وبعضهم قال: (الإمام الشافعي) كلامه حجة في اللغة.
لم يعرف عنه أنه لحن وهذه قضية فيها كلام وألف فيها الإمام (البيهقي) راداً على من زعم أنّ الشافعي قد وقع في اللحن فرد عليه بكتاب مطبوع.
فاللحن لا يستطيع أن يتجاوزه العبد إلا بأن يتعلم قواعد النحو وعلم النحو مقدم على علم الشريعة لأن الشريعة إنما هي بالعربية فالنحو إنما هو الوعاء الذي يسع القرآن ويسع السنة فالإنسان لا يستطيع أن يتعلم القرآن الكريم ولا كلام النبي – صلى الله عليه وسلم- إلا إن أتقن قواعد النحو.
ليس مطلوباً من كل مسلم أن يكون إماما من أمثال (سيبويه) وأئمة اللغة لكن الواجب عليه أن يعرف الكليات ويعرف القواعد المهمات حتى يبتعد عن اللحن.
الأخطاء التي تقع في اللغة ألف فيها الإمام (محمد تقي الدين الهلالي) كتاباً بديعاً وهذا الكتاب من أعجب ما يمكن أن تقرأ، له كتاب اسمه (تقويم اللسانين) تقويم اللسان وتقويم القلم فالقلم يسمى لساناً وما يجري على هذه العضلة هو اللسان ايضاً.
(الهلالي) يتقن تسع لغات ويعرف اللغات معرفة قوية جداً فلما يبدأ يشرح لك الأخطاء النحوية المعروفة، وهي دارجة جداً وهي معروفة على ألسنتنا.
فلما يبدأ يشرح لك يبين لك حقيقة مهمة جداً وهذه الحقيقة لا يدركها إلا من كان خريتاً وإلا من كان يعرف معرفته.
فيبين أن اللغة تكون فيها قوة أو ضعف على حسب حال لسان أصحابها, ويقول أنّ الذي يعرف اللغة ويقرأ، ويعرف الأخطاء الدارجة على ألسنة الناس يعرف أننا ضعاف وأن جميع اللغات قد غزتنا،وكان لها أثر في حياتنا ودرج هذا على لساننا بمعنى أننا أصبحنا لا قيمة لنا بين الأمم كلها ويُعرف هذا من خلال اللسان.
قديماً كان الناس قد دخلتهم لغتنا لما كنا أقوياء.
يعني العربي كان لها أثر على (الإنجليزية!) والأمر كبير قديماً.
اليوم لكل اللغات (اللغة الإيطالية) و(اللغة الفرنسية) و(اللغة الإسبانية) و(اللغة الإنجليزية) وسائر اللغات أصبح لها أثر علينا وأصبح لها بقايا على ألسنتنا.
وهذه المسألة مهمة جداً لا يقدر عليها إلا من كان عارفا بهذه اللغات.
والله تعالى أعلم.
⬅ مَجْـلِسُ فَتَـاوَىٰ الْجُمُعَة:
١ – ربيع الأول – ١٤٤٠ هِجْـرِيّ.
٩ – ١١ – ٢٠١٨ إِفْـرَنْـجِـيّ.
↩ رَابِــطُ الْفتوى:
السؤال التاسع عشر: ما منزلة علم النحو من علوم الشريعة وهل يجب على طالب العلم تعلمه؟
⬅ خِدمَةُ *الـدُّرَرِ الْحِـسَانِ* مِنْ مَجَـاْلِسِ الشَّيْخِ مَشْـهُـور بنُ حَسَن آلُ سَـلْـمَان.✍?✍?
⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي قَنَاةِ (التِّلغرام):
http://t.me/meshhoor
⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي (الواتس آب):
+962-77-675-7052