السؤال الثلاثون: داينتُ شخصاً مبلغاً كبيراً من المال، ثم أنكرَ وحلَف يمين على المصحف أنه لم يأخذ مني المال، وأنا دائما أدعو عليه، ولا أستطيع أن أخبر أحد عن المبلغ، لأنه لا يوجد شهود، فهل لي الحق في الدعاء عليه، لأنه ظلمني وأنكر المال؟
الجواب : قال الله تعالى: { لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} [النساء : 148]
فمن ظُلِم فله ذلك، وله أن يدعو على مَن ظَلَمه.
ولكن الدَّين يحتاج لِـكتابة وإشهاد، فلما يأتيني رجل يطلب دَين؛ فأنا بالخَيار، فإن رأيته محتاجاً ورأيته من أهل الصدقة، ومن أهل الزكاة؛ فأعطيه زكاة، وإن أعطيته زكاة؛ فأنا الآن لا أكتب ولا أشهد على الدَين، فأنا أعطيه هذا المال.
وغالب الناس اليوم -بالتجربة- إن أعطيتَ رجلاً دَيناً؛ لا يعود إليك،
كنتَ تراه في المناسبات، فتصبح الآن لا تراه في المناسبات ولا في غير المناسبات.
وأما إن أردتُ أن أطالِبَه؛ فيَحرُم عَليَّ شرعا أن أُعطيه دَيناً حتى أشهد وأكتب، وأطول آية في القرآن آية الدَّين.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي موسى الأشعري: “ثلاثة يدعون فلا يستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها، *ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه*، ورجل آتى سفيها ماله وقد قال الله
عز وجل: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم) [النساء: ٥] “. صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (١٨٠٥).
فهو لم يُشهد على الدَّين، لأن الإشهاد على الدَّين واجب؛ إن أردتَ أن تطالِب به، فإن أردتَ أن تطالب؛ فاكتبه وأشهد عليه.
وجواب الأخت على سؤالها أنها ظُلِمَت، يقول الله تعالى: {لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} [النساء : 148]، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث:
عن أبي هريرة: “مَطْلُ الغنيِّ ظلمٌ، فإذا أُتْبِعَ أحدُكم على مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ.” صحيح البخاري (٢٢٨٨).
وفي الحديث الآخر: “لَيُّ الواجدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وعقوبَتَهُ.”
سنن ابن ماجه (٢٤٢٧) وحسنه الألباني.
فأن يكون هِجِّيرُكَ ودَيدنُك أن تُؤجِّل، ولا تؤدي الحق الذي عليك فهو ظلم.
يقول “وكيع” : يَحِلُّ شكايته، يجوز لك أن تحبسه، ويجوز لك أن تشكوه لِغُرمائِه.
لكن أن تدعو عليه اللهَ عز وجل أن يعطيكِ حقكِ، لكِ أن تشكيه، ليس معكِ شهود؛ فأنتِ تدعو عليه بـالمقدار الذي ظُلِمتِ فيه، فلا حرج في ذلك.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
٢٧، ربيع الآخِر، ١٤٤٠ هـ
٤ – ١ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍?✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor