السؤال العاشر:
أخ يقول: أنا شاب يوجد معي مرض وراثي يفضي إلى العقم الجزئي أو الكلي مع كبر السن، وهو يحتاج إلى استئصال بعض الأمور من جسدي، ولكني متحرج منه؛ لأنه يفضي إلى كشف العورات، وطلب فحص السائل المنوي باستمرار، وأنا متحرج، فهل علي جناح إن تركت هذه الفحوصات وهذه العملية مع أنه لا يوجد ألم كبير؟
الجواب:
علماؤنا يقولون: المصالح والمفاسد إن ازدحمت في المحل الواحد، فهناك قواعد في تقديم المصالح على المفاسد.
يعني: المرأة تحمل وتلد، ولما تلد فالممرضة ترى عورتها، هل يجوز رؤية الممرضة لعورة المرأة لما تلد؟
طبعا يجوز للتطبب، لا حرج في النظر للعورة.
لماذا؟
لأن المصلحة مقدمة على المفسدة.
لذا: من بديع ما يستنبط: لما قالوا عن النبي صلى الله وسلم، وقالوا عن حياءه صلى الله عليه وسلم كما في البخاري عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: “كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، فَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ”.البخاري(٣٥٦٢)، مسلم(٢٣٢٠).
يعني: المتزوج يقل حياءه، لكن هل قلة الحياء تمنع الزواج؟ هذه مفسدة مغمورة أمام المصالح الكبيرة المعتبرة.
فإذا أردت مصلحة خالصة لن تجد، فالمصالح الخالصة قليلة.
العبرة بماذا؟ العبرة بالمصلحة العامة.
وعليه أقول لهذا الأخ: موضوع كشف العورة لا حرج فيه، ويجوز للإنسان أن يعمل الفحوصات من أجل الذرية، من أجل إذا كان عقيما أو ما شابه لا حرج.
والتطبب عند علمائنا له أحكام، والنبي صلى الله يسلم قال في الحديث الذي يرويه عبدالله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ دَاءٍ إِلَّا وَقَدْ أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ”. صحيح البخاري(٥٣٥٤).
حتى أن الإمام ابن كثير وهذا من فطنته وذكائه وتوفيق الله تعالى، له لما ذكر في أواخر سورة النساء أحاديث نزول عيسى عليه السلام، قال: عيسى عليه السلام لابد أن ينزل في آخر الزمان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال “مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ دَاءٍ إِلَّا وَقَدْ أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً”، والدجال داء وله دواء، ودواء الدجال عيسى عليه السلام.
لذا: لما ظهر ابن صياد في قصة طويلة في صحيح البخاري(١٣٥٥)، وشُبِّه على الصحابة، هل هو الدجال أم لا؟، كان عمر رضي الله تعالى عنه يقول لنبي الله صلى الله عليه وسلم “يا رسول الله دعني أضرب عنقه”
وننهي هذه المسألة كلها (هل هو الدجال أم ليس هو) فكان عمر رضي الله عنه يقول للنبي صلى وسلم: ائْذَنْ لِي فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: دَعْهُ، إِنْ يَكُنْ هُوَ فَلاَ تُطِيقُهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ فَلاَ خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِه”.
لأن الله كتب أنه لا يقتله إلا عيسى عليه السلام،
ما تستطيع أن تقتل الدجال، لا يقتله إلا عيسى عليه السلام.
الشاهد: إذا احتاج إنسان إلى التطبب، ويهلك إن لم يتطبب فهو آثم بتركه التطبب.
والشرع جاء بأن يتزوج الإنسان، وأن يحسن نسله وأن يكثره.
فلا حرج من تطببك يا أخي، وفعلك للتطبب ولو ترتب عليه كشف عورة لا حرج.
وكذلك المطلوب منك من السائل المنوي: خصوصا إذا كان عندك زوجة، والواحد يحتاج إلى فحص السائل المنوي؛ فالتمتع بالزوجة بجميع أعضائها وبيدها وغير ذلك أمر لا حرج فيه إن شاء الله تعالى.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
١٤، شعبان، ١٤٤٠ هـ
١٩ – ٤ – ٢٠١٩ افرنجي
رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor