? نصيحة لطلبة العلم في البحرين.
أنصح إخواني في البحرين وفي كل الدنيا:
أولا بتقوى الله عز وجل؛ وأن العلم وسيلة للعمل؛ وأن العمل يهتف بالعلم؛ فإن أجابه حل وبقي وإلا ذهب وارتحل كما قال بعض السلف.
العلم ثقيل، والصبر عليه والثبات عليه يحتاج إلى استعانة بالله جل في عُلاه.
و العلم يُطلب للعمل و التزكية.
قال تعالى: ﴿قَد أَفلَحَ مَن زَكّاها وَقَد خابَ مَن دَسّاها﴾ [الشمس: ٩-١٠].
فالعلم للمُباهاة و للمُفاخرة ولصرف وجوه الناس للقائل مهْلَكة، و أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا سبب من أسباب دخول النار و العياذ بالله .
فنصيحتي لإخواني:
أن يتفقدوا أحوالهم وقلوبهم ونواياهم وأفعالهم، وكلما ازدادوا علما ازدادوا قُربا من الله جل في علاه، وظهر هذا في سمتهم، وفي هديهم، في نُطقهم وفي سكوتهم، في حركتهم وفي سكونهم، يعني ظهر هذا في كل ضروب حياتهم.
وأنصح إخواني:
– بأن يعلموا أن العلم بحث، وأنه لا يقبل الجمود ولا الهمود.
– وأن العلم فيه حسنات، ومن أحسن حسناته: أنه لا أمير في العلم إلا العلم.
ومن حسناته: أن المخطئ فيه إن بذل وسعَه وكان من أهله مأجور، فله أجر، هذا أمر لا يوجد في غير العلم.
ومن أحسن حسنات العلم أيضا أنه لا يقبل المجاملة، وأن معاييره ثابتة.
وبالتالي الإنسان حتى يحصل العلم لا بد أن يعطيه كُلَّه.
وقد قالوا قديما: إن أعطيت العلم كُلَّك أعطاك بعضه وإن أعطيته بعضك لم يعطيك شيء.
فالعلم مثل الزوجة المدللة، إذا هجرته يوم هجرك أسبوع، وإذا هجرته أسبوع هجرك سنة وهكذا.
ولذا إذا هبت رياح العبد وحبب الله إليه العلم نهل منه وأخذ بكل ما يستطيع أن يحمل، إذا هبت رياحك فاغتنمها.
فوصيتي أن نتعلم، وأن نعمل بما نتعلم، وأن ندعو خصوصا في البحرين.
أسأل الله يبقيها حصنا لأهل السنة وأسأل الله جل في علاه أن يرد كيد الكائدين، وأن يبعد شر الأشرار و مكر الكفار وأن يجعل كيدهم يبور.
البحرين بلد الآن مطموع فيها من قبل أعداء الله من قبل الفرس والمجوس.
وأسأل الله جل في علاه أن يحفظها وأن يبقيها ذخرا للاسلام و المسلمين؛ فأهلها يحتاجون إلى مزيد علاقة مع الله، وإلى مزيد تواصي بالحق وتواصي بالصبر، وأهلها يحتاجون أن تجتمع كلمتهم، وأن يبقوا وراء حكامهم ومسؤوليهم وأُمرائهم.
وأن تتسع صدورهم، وأن يعفوا بعضهم على بعض، وأن يتركوا الحزبيات المقيتة، وأن يجتمعوا على قلب رجل واحد.
فالشرور التي تُداهم شديدة و قوية، الأعاصير قوية، وهذه الأعاصير القوية تحتاج إلى اجتماع كلمة، وتحتاج إلى رحمة، وأن يتواصوا فيما بينهم بالمرحمة كما أخبرنا الله عز وجل.
وأن يزدادوا من العلم وأن يحذروا من خطر القوم،وأن يدعو إلى الله عز وجل على بصيرة من أمرهم.
وأسأل الله الحفظ و الصون لجميع بلاد المسلمين.
↩ الرابط :
↩ لقاء في بيت الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله سنة 2016 في الاردن.
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor