السؤال:
شيخنا: لا يخفاكم كان بالأمس قرار قانون الدفاع سمعتم به، ونحن نظن أن هذه القرارات إنما هي من باب الحرص على أرواح الناس ولأجل الحد من انتشار العدوى من مرض (( كورونا )) ، شيخنا كان من القرارات عدم إقامة الجمعة لفترة.
شيخنا كثير من الناس، بل ربما من المختصين كما رأينا بعض التعليقات هنا وهناك يقولون القرار غير مقنع، فالناس يذهبون للجمعة سيراً على الأقدام ويصلون متباعدين، ويلبسون الكمامات، ويسجدون كلٌ على سجادته الخاصة، وهذا يجعل احتمال حصول العدوى بعيد بل ربما يكون متعذر.
هذا رأي فئة من الناس.
شيخنا طبعاً الحكومة نعتقد أنها اجتهدت.
هل لكم كلمة حول هذا ونصيحة للجميع حول هذا الشيء بارك الله فيكم؟
الإخوة يتسائلون والله.
الجواب:
جزاكم الله خيراً.
ابدأ بالعبادة التي هُجرت فترةً من الزمن، بل كادت أن تعم الدنيا كلها إلا ممن رحم الله تعالى وهي خاصةٌ بالنساء، وهي عبادة الاستقرار والقرار بالبيت.
وبهذه المناسبة أنا أدعو إخواني أولاً وأخواتي ثانياً، إخواني لينشروا ويدعوا أهاليهم بأن يقروا في البيت، هذه عبادة مهمة هجرت ومن أحياها له أجرها وأجر من عمل بها.
الأصل في النساء أن يقررن في بيوتهن وأن لا يخرجن.
هذه واحدة.
الثانية بارك الله فيكم جميعاً:
موضوع الحكومة أصابت أم أخطأت فهذا لأهل الإختصاص، وأهل الاختصاص أهل الطب، وأهل الاختصاص دائماً ليسوا متفقين على شيء.
ولكن لما ترقب ماذا يجري وهذه الزيادات اليوم أظن ان حالات الإصابة بالكورونا اليوم كان أكثر من ثمان آلاف حالة، خلال أيام قليلة سبقت وصل إلى سبعة آلاف ثم ستة آلاف، وكانت قبل فترة قصيرة الأمور تدور حول الألفين وأقل من الألفين إصابة، والوفيات أيضاً بدأت في ارتفاع وزيادة.
وأهل العلم في تقريراتهم يقولون: المحافظة على الأبدان مقدمٌ على المحافظة على الاديان.
فإذا وجد احتمال عند أهل الاختصاص ووقع فيه الاجتهاد، أولاً: نحن لسنا من أهل الاجتهاد، فإن أصابوا فلنا ولهم الأجر، وإن اخطأوا فالوزر عليهم، وليس لنا إلا أن نبقى في بيوتنا، وليس لنا أن نخرج.
لكن يحز في النفس كثيراً و ينزعج الإنسان كثيراً لما يجد الناس للأسف في المولات وأماكن التجارة وما شابه يقرُبُ بعضهم من بعض ويتكاثرون، ثم لما تأتي الأمور للمساجد فيصبح كأن المسجد هو الآفة وهو العلة.
وأمر أهل المساجد هم أكثر الناس التزاماً وأكثر الناس حرصاً لأنهم يعلمون أن المريض يحرم عليه شرعًا أن يخالط الصحيح، والواجب عليه أن يبقى في بيته.
ومن محاسن ديننا التي نفاخر بها الدنيا الحجر الصحي الثابت في الأحاديث الصحيحة، وأن هذا الحجر الصحي موجود في ديننا، ولم يوجد في دينٍ من الأديان، بل لم يكن يعرفه أحد قبل معرفة الفيروسات والعدوى والانتقال.
فهم يمتثلون هذا الحجر من أجل دنياهم.
وأما نحن فنمتثل هذا الحجر طاعةً لله عز وجل وامتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
فالظن وحسن الظن أمر حسن.
ليس هم يريدون إغلاق المساجد ولا إبعاد الناس من المساجد.
وامتثال الشروط المعروفة مأذون فيه ولله الحمد والمنة.
والله تعالى أعلم.✍️✍️