السّؤال:
عِندي قَريبة ذَاتُ خُلقٍ ودينٍ وجمال، وهي نابغةٌ في الدّراسة، وأَرغبُ بالزّواج مِنها، لكنّها من الصُّمّ البُكم، فهل من توجيهٍ أو نصيحة؟
الجواب:
إِذا رأيتَ أنّها تَكفيكَ وتَعُفّكَ؛ فلا حرجَ من الزّواج مِنها، تَصدّق عَليهَا.
ولَو كُنتُ مَكانَك سَأشترِط، إِذا احتَجتَ لزِوجةٍ أُخرى؛ اطلُبِ الأُخرى، لا تقبل التّقيد بها.
والنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: “إنّ أحقّ ما وفّيتم بِه من الشّروط ما استحللتُم بِه الفُروج”.
رواه البخاري (٢٧٢١)، ومسلم (١٤١٨)، وأبو داود (٢١٣٩)، والتّرمذي (١١٢٧)، والنّسائي (٣٢٨١)، وابن ماجة (١٩٥٤)، وأحمد (١٧٣٠٢).
أحقّ شرطٍ الشّرطُ الّذي يُؤخذُ بِه عَليك في الزّواج.
قَالتْ لك: أنا أتزوّجك يا فلان، لكن بشرط أن أبَقى عَلى وظِيفَتي، وأنت قَبلت، بعدَ ذَلِك أصبحتَ تَقول أُريدُ راتبها، لا يحقّ لك؛ لمّا قبلتْ بكَ قالت لك: أنَا -الآن- قبلتُ الزّواج لكن أبقى على وظيفتي.
ما معنى ذلك؟
معناه أن المال مُلكها (يتضمّن هذا الشّرط).
“أحقّ ما وفّيتم به من الشّروط ما استحلتم به الفروج”.
قالتْ لك: أنا ما أُسافر، سكني قُرب أهلي، وقبلت؛ فلا يجوز لك أن تُخلف شرطك، إلا إن وافقت.
العلماء يقولون: (الاتّفاق اللّاحق كالشّرط السّابق).
وأمّا إن أُخذ عليك شَرطٌ فهذا واجب.
أنت قل لهذه الأخت أتزوجك، وأنا أُريد أن أعفّك وأعفّ نفسي، لكن إن احتجتُ لزوجةٍ فلي ذلك.
والخبر ليس كالمعاينة، إذا مارستْ الحياة فلعلّها أن تحتاج منك أن تغيب عن الوظيفة، أو وعندها ولد لعلّه يبكي وهي لا تسمع.
عليك بتدبير معيّن تستطيع من خلاله الجمع بين الخيرات.
العُلماء يَقولون قاعدة احفظها، وهذه فائده تفيدك في حياتك، يقولون:
(الجمعُ بين الخيرات خيرٌ من الانفراد بالشّيء).
اجمع بين الخَيرات؛ أحسنُ لك من أن تنفرد بَشيء.
مُداخلةُ السّائل:
يخشى أن ينتقل هذا المرض إلى الذريّة.
الجواب:
هَذا كلامُ طبيّ، ويحتاجُ للسّؤال عنه هل هو مضمونٌ متحقّق، أم أن يكونَ لازمًا.
والآن -والحمد لله- حتّى الصمّ والبُكم عندهم لغة يتواصلون من خلالها ويتفاهمون من خلالها.
والله -تعالى- أعلم.✍️✍️
↩️ الرابط:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor